«على كفرين»!

القصد إطاران من إطارات السيارة الأربعة، إذ إنني أتوقع أن تصدر نصيحة توعوية من إدارة المرور بالتضامن مع هيئة تطوير الرياض وأمانة العاصمة، تنصح بقيادة السيارة على إطارين وليس أربعة إطارات، للتعامل مع المستجدات التنموية «التحويلاتية»، وتوقعي هذا ناتج مما أراه من التضييق المستمر للتحويلات المرورية. فهي بدأت بثلث الشارع، ثم احتلت نصفه، وأخيراً ثلاث أرباعه!
نحن في الحقيقة جاهزون للعمل بذلك منذ أن أصبحت صبة الخرسانة الجاهزة صديقتنا في الطريق، كان بعض السائقين يطمئن إلى القيادة بجوار الخرسانة أكثر من اطمئنانه إلى القيادة بجوار سائقين آخرين، ممن لا يُعرف ما يمكنهم فعله في أية لحظة، لذلك ترى أنهم يحرصون في السابق على المسار الأيسر، ربما أدى هذا التفضيل إلى أن تحتوينا الخرسانة المرورية من اليمين والشمال!
إن الفشل الهندسي في إدارة التحويلات المرورية ماثل للعيان، يراه الأعمى هندسياً، ومن الواضح أن هذا الأمر الحيوي المهم لحياة السكان وتنقلاتهم يعاني من «أزمة مرجعية»، وهو الوصف المخفف للفشل الهندسي – إن جاز التعبير في إطلاق الهندسي عليه -، وهو ما يذكر رسمياً في العادة بعنوان: «التنسيق» واللجان المشتركة!
التخفيف من أثر التحويلات لا يرى، بل إنها تتوالد لتحويلات أصغر، وكأنك في لعبة افتراضية تبحث عن المخرج، والمداخل والمخارج تبقى على «أول ركزة» مكانها، حتى لو تحركت صباتها الخرسانية زحفاً من أثر ارتطام صدامات سيارات بها، ولا يتحرك أحد لإصلاحها، فهي في عهدة المقاول المشغول بمشروعه!
في ألمانيا يبحثون في أثر ردود أفعال السائقين عند القيادة أمام مخاطر الطريق، وما ينتجه ذلك من اكتئاب نفسي يتحول إلى ما هو أشد، يتم هذا داخل مختبرات بها أجهزة محاكاة للواقع عندهم، «واقعهم وليس واقعنا»، لذا استقطبوا متطوعين لهذا الغرض.
وددت لو أن الألمان يتقدمون للبحث في شوارعنا، الكثير منا سيتطوع ميدانياً لتجرى عليه مثل هذه الاختبارات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.