ما العمل؟

إذا لم تستهدف «الخمينية» وفق خطط محكمة موجهة إلى الرأي العام العالمي، لفضح أهدافها وأدواتها في هذه المرحلة، فإننا نخطئ في حق أنفسنا وفي حق الإسلام والإنسانية، والرسائل إلى الرأي العام الدولي لا بد أن تكون مختلفة، تتناسب مع مفاهيمه والأنظمة والقوانين التي تحكمه، أو يدعي أنها مثله العليا.
وإذا كانت الخمينية رفعت شعارات الحرب الكلامية على «الشيطان الأكبر» وقوى «الاستكبار»، ودغدغت عواطف سذج الجماهير طوال عقود، وحققت نجاحاً في ذلك، فإنها ليست إلا مرحلة انكشف غطاؤها بعد الاتفاق النووي. السلطات الإيرانية صنعت لها مجداً بالحرب الإعلامية ضد الغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل زمناً طويلاً، حشدت الرأي العام في داخلها لهذا الغرض، واستخدمت القدس وفلسطين. وبعد أن استنزفت هذه الشعارات، وبرز القتل على المذهب والتهجير الطائفي في العراق وسورية، لم يعد هذا ينطلي على أحد، حتى لدى كثير من الشيعة العرب، لكنها تقوم حالياً باستبدال شعاراتها القديمة بشعارات أخرى تستهدف السعودية والمسلمين السنّة، بالتركيز على «الوهابية»، وهذا الاستلال ليس إلا إزميلاً يعمل لشق الصف الواحد، وبين الكلام السياسي والعمل الميداني تبرز الحقائق بالأفعال وليس بالأقوال، وهو استهداف موجه إلى الجميع، من عرب ومسلمين سنّة، وحتى شيعة؛ لأن الأخيرين هم وقود الحرائق الإيرانية. ولو رصدنا ماذا صنعت الخمينية، منذ عودة إمامها إلى طهران، في حق الشعوب الإيرانية والعالم الإسلامي، وما زالت، لتوافر لدينا كثير من الفظائع.
إن الغرب لا يرى في الخمينية عدواً له، إذ استطاعت أن تستدير بعد عمليات إرهابية استهدفت أهدافاً غربية في دول مختلفة، لتضع نصب عينيها إشاعة الفوضى في العالم العربي والإسلامي بتوليد الميليشيات الطائفية ودعمها من مختلف الجنسيات، وإذا كان الغرب، ممثلاً بالإدارة الأميركية أساساً، يرى في هوس أطماع الخمينية المستخدم للطائفية فرصة يستخدمها بانتهازية فإنها سترتد عليه عاجلاً أو آجلاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.