12/12/2012

رحم الله الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الأسبق رحمة واسعة، لقد اتخذ قراراً تاريخياً في عام 2012 بمنع شركتي «سعودي أوجيه» و«بن لادن» من التأهيل لأي مناقصة من مناقصات مشروع النقل العام، بما في ذلك شبكة القطارات.
كان قراراً حكيماً بعيد النظر، تخيّل معي لو دخلت واحدة منهما أو كلاهما لهذا المشروع، ماذا كان يمكن أن يحدث في العاصمة؟ لا تنسَ ما حدث من أوضاع عمالتهما، إلى أوضاع مشاريع قامتا – خصوصاً «سعودي أوجيه» – بإنشائها في مختلف المناطق. وكان هذا محتملاً بشكل كبير لولا قرار الأمير سطام – أسكنه الله الجنة.
نحب الأرقام المتشابهة في لوحات السيارات وتأريخ المناسبات، والرقم في العنوان 12/12/2012 كان هو التاريخ المعلن لافتتاح مركز الملك عبدالعزيز الحضاري أو الثقافي، وهو ما لم يحدث. وقد نشرت أخبار قبل ذاك التاريخ بعامين، حين أعلنت «أرامكو» البدء في الأعمال التنفيذية للمشروع، وتعاقدت مع شركة «سعودي أوجيه» كمقاول رئيسي للإنشاءات الأساسية. بعد فوز شركة «سنوهيتا» المعمارية النروجية في مناقصة لتصميم المبنى، بحسب المنشور آنذاك.
العام 2012 كان عاماً صعباً على «أرامكو»، إذ تلقّت فيه ضربة اختراق إلكترونية ضخمة، قالت نتائج التحقيق عنها إنها عملية اختراق منظمة تمت من داخل دول في أربع قارات، ولم يعلن عن الخسائر أو الجهات وهل تمت ملاحقتها قانونياً!؟
للأسف وبعد ما حدث في ليلة افتتاح المركز الحضاري أو الثقافي، يتضح لنا أن شركة بحجم «أرامكو» لم تستفد من تجربتها مع الشركة إياها، ومع «المشرفين من الداخل» في مشاريع سابقة أيضاً نفذت تحت إشراف «أرامكو».
هل سيطرح مسؤول أين الخلل ليعالج من جذوره؟ أم تتم لملمة اللحظات الموجعة لـ«أرامكو» والاعتماد على النسيان، شعار «أرامكو» وصورتها كبيت للجودة والكفاءة هو الذي أصابه البلل في واقع الأمر، فساحت الألوان مع المياه المتدفقة. وكأن هذا لم يكن كافياً، فبعد إعلان وزير الطاقة عن فتح تحقيق حول تسربات ليلة الافتتاح، صرّحت شركة «سعودي أوجيه» أمس بقولها «إن مشروع الملك عبدالعزيز الثقافي لم ينتهِ بعد، وهو قيد الاختبارات النهائية، ولا يزال خاضعاً للتأمين». ما يعني أن «أوجيه» تلقي باللوم على «أرامكو» ووزارة الطاقة! بعد سنوات طويلة من صب الأساسات!؟
إعلان سريع لنتائج التحقيق بشفافية شفافة شافية ربما يساعد على ترميم صورة «الكفاءة والجودة» في شركة النفط العملاقة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.