أرسل إليّ الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي السابق محمد صفوت السقا أميني، فاكساً مطولاً تفاعل فيه مع مقال “نريد نموذجاً” حول إساءة بعض وسائل الإعلام الدنماركية والنروجية للرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والذي نشر هنا يوم الجمعة الماضية، عرض فيه تجربة الرابطة، في زمن مضى، لمواجهة مثل هذه الممارسات وغيرها، ذكر منها المواجهة مع فئة “القاديانية” التي كانت لها سطوة على الجالية الإسلامية في بعض الدول مثل الدنمارك والسويد وهولندا، وأشار إلى نزاهة القضاء الدنماركي، وتطرق إلى ما نشرته جريدة “الحياة” أخيراً عن حكم هذا القضاء على عسكريين دنماركيين من المشاركين في احتلال بلاد الرافدين بتهمة الإساءة لإخوتنا في العراق، مطالباً بسرعة التوجه إلى هذا القضاء ورفع الدعاوى ضد وسائل الإعلام تلك.
ووصلتني ردود أخرى من إخوة كرام تطالب منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك، والمشكلة أن لدينا كثيراً من المنظمات وأكثر منها سفارات إلا أن هذه الكثرة أصبحت نقطة ضعف بدلاً من أن تكون مصدراً للقوة، ويظهر أننا بحاجة لقائد يوجه هذه القوى المشتتة، نحن بحاجة لمن يعلق الجرس ومنظمة المؤتمر الإسلامي مهيأة لقيادة وتفعيل هذا التوجه.
ومما وصلني دعوات لمقاطعة المنتجات الدنماركية وهي دعوة مناسبة، بل إنها من أضعف الإيمان، هناك بدائل كثيرة لمنتجات الزبدة والألبان والحليب، لنفعل شيئاً على الأقل، ولو على المستوى الفردي بدلاً من التذمر ورمي المسؤوليات على جهات ودول وسفارات، لا تتوقع أن أثر فعلك الفردي بسيط، اجعله موقفاً وسترى العجب.
ومما وصلني أيضاً رسالة من أخ كريم اختلف معي في ما طرحته في ذلك المقال، لاعتقاده أنه حَجْر على الحرية الإعلامية… فكيف يأتي من كاتب وصحافي؟! وبينت له في رسالة خاصة وجهة نظري. لا أحد يمكن أن يقف ضد الحرية المسؤولة، وهذه الحرية أصبحت سلاحاً مثل الحرب على الإرهاب وحقوق الإنسان يطالب بها ويستخدمها من يشوي البشر بقنابل الفسفور، أما حرية الإعلام المطلقة فهي كذبة غربية تستخدم سلاحاً للهجوم والتدخل متى ما كان هناك مصالح.
إن تجريم الحث على كراهية الإسلام والمسلمين والسخرية من معتقداتهم ورموزهم الدينية هي أول خطوة لتحسين الصورة التي أصبحت هي الهم الكبير لدى الدول الإسلامية فبقينا في موقع المدافع، وأصبح همنا بل هم الجهات المعنية هو التجمل في مشروع “تحسين الصورة”، لماذا أصبح التعرض للسامية اليهودية ممنوعاً تقوم لأجله الدول الكبرى وتندد جهاتها الرسمية وتعقد له الاجتماعات في حين يسمح بالإساءة للإسلام والمسلمين؟! كتبت مراراً وتكراراً مطالباً بالاستفادة من تجربة اليهود فنحن في موقف أضعف وأكثر تردياً مما كانوا عليه في أسوأ فترات تاريخهم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط