بارقة أمل

من الواجب تقدير موقف بعض الساسة الغربيين الذين أدانوا نشر الرسوم الكاريكاتيرية وفي مقدمهم رئيس الوزراء البولندي، بادر الرجل في الوقت المناسب واستنكر إعادة النشر في صحف بلاده، كما أن موقف الحكومة الفرنسية وكذلك الحكومة الأميركية هو موقف مسؤول وحكيم، ولا يمكن وصف موقف بعض الصحف البريطانية التي استهجنت إعادة بعض الصحف الأوروبية نشر الرسوم إلا بأنه على مستوى عال من المسؤولية والمهنية التي تدعو إلى الاحترام.
لعل بعض رؤساء التحرير المسلمين..! ممن تجرأ على إعادة نشر الرسوم في جهل مهني فاضح يتعلمون منهم أصول المهنة، بعضهم نشرها كما هي وبعض آخر حذف شيئاً هنا وهناك، ومثلما عندهم  متسلقون وطارئون على المهنة وانتهازيون  لدينا في عالمنا العربي “حزمة” من أمثالهم، بعضهم تم اتخاذ موقف ضده وبعض آخر لا يستحق حتى الإشارة إليه.
لو كانت الحكومة الدنماركية على شيء من الحكمة لطوت هذه القضية في مهدها لكنها المكابرة والغرور، وسوء الفهم، لكن انظر معي إلى أصوات بعض الساسة في دول مجاورة للدنمارك، كيف وضعوا أصابعهم على أصل المشكلة وحملوا حكومة جارتهم المسؤولية.
رئيس الوزراء الدنماركي يكرر متملصاً أنه لن يعتذر عن النشر لأنه  مسؤولية الصحيفة التي تستند إلى حرية التعبير، ونسي رئيس الوزراء انه ضرب بعرض الحائط مطالب السفراء المسلمين للقائه منذ البداية.
تصور رئيس وزراء يطلب لقاءه 11 سفيراً يمثلون 11 دولة ويرفض مقابلتهم!
لقد أطلعتنا هذه الأزمة على أورام كامنة لدى بعض شرائح المجتمعات الأوروبية ومنها نخب مسؤولة عن الصحافة هناك، كما أنها نبهتنا إلى شرائح غير مسؤولة في بعض المجتمعات العربية قامت بحرق وانتهاك سفارات الدنمارك والنروج من دون وجه حق، الانتصار لنبي الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، لا يأتي بهذا الشكل، لننظر إلى ما فعلته المقاطعة المسؤولة الهادئة ونتائجها، ثم نطالع ما أحدثه انتهاك حرمة السفارات وحرق الأعلام.
ثم ما بال بعض قنوات عربية تنقل اعتذارات واهية، لم تقدم إلا لها ثم يجري نفيها وسحبها، فهل هذا شكل من أشكال “التغطية” الإعلامية أم “الركاكة” الإعلامية؟!.
المسلمون ليسوا متلهفين لاعتذار من الحكومة الدنماركية التي تلحق الخطأ بأخطاء أكبر، حتى أن غرورها بدأ يستنهض همم غوغاء أوروبا، ووسط كل هذه الغيوم السوداء هناك أكثر من بارقة أمل، احداها الطرح الأوروبي لاستصدار ميثاق شرف إعلامي يمنع المساس بالمعتقدات الدينية، يجب أن تتلقف المجموعة الإسلامية هذا الاقتراح ليتم تطويره إلى قرار يجرم ظاهرة الحث على كراهية الإسلام وتشويه رموزه
 المقدسة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.