نزع قناع الإرهاب

الإرهابيون لهم هدف أساسي، وهو إحداث أكبر ضرر ممكن. واختيار المواقع والتوقيت يوضح ذلك. كانوا يستهدفون أن يكون العيد دموياً، لكن الله بمنه وفضله رد كيدهم في نحورهم.
والعمليتان الإرهابيتان اللتان تم إحباطهما بفضل الله تعالى ثم بيقظة رجال الأمن السعوديين ما بين جدة ومكة المكرمة في آخر يوم جمعة من رمضان المبارك وفي الحرم الذي يغص بالمصلين والمـــعتمرين، حلقة من سلسلة الجرائم الإرهابية التي تؤكد مرة أخرى أن لا علاقة لهذه المجموعات الإرهابية بالدين الإسلامي، لا من قريب ولا من بعيد، مهما تمسحوا به هم ومن يناصرهم بأي صورة كانت. وأن الهدف إحداث أكبر ضرر سياسي وإعلامي على المستويين الإسلامي والعالمي، تصب نتائجه المتوقعة، في ما لو نجح، في مصلحة الأعداء المتربصين بالمملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها، والملايين من زوار الحرمين الشريفين.
ليس من السهل قياس مهنية واحترافية ويقظة رجال الأمن البواسل وسط هذه الجموع الكثيفة من جنسيات مختلفة في رصد ومراقــــبة ثم إحـــباط جرائم الإرهاب في عملية استباقية نوعية، فهذا لا شك يستلزم عملاً متقناً وتنسيقاً عالياً، حققت فيه الأجهزة الأمنية السعودية نجاحات كبيرة على مدى السنوات الماضية، فلهم منا الدعاء بالحفظ والتمكين.
هذا النظام الأمني المتقدم أصبح ولله الحمد حائطاً منيعاً ضد الإرهاب، سهر على بنائه وتطويره الأمير محمد بن نايف حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية، لتصبح لدى الوطن منظومة أمنية مؤسسية تحمي المواطن والزائر في أصعب الظروف والمواقع، منظومة حصلت على شهادات الاعتزاز والتقدير من الداخل قبل الخارج.
لم يعد هناك مجال للصق الإرهاب بالإسلام أو الإسلامي، فاستهداف الحرم المكي الشريف وزواره كما استهدف في العام الماضي المسجد النبوي الشريف، دليل دامغ جديد يسقط القناع لتتكشف وجوه هذه المجموعات على حقيقته، فهم في مقدم صفوف أعداء الإسلام والمسلمين ومجرد أدوات لهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.