النصب فنون

لا بد أنك أو واحداً على الأقل ممن حولك تعرض لعملية نصب بصورة أو بأخرى، ولا بد أنك تضررت منها مادياً أو معنوياً، والمحتال أو النصاب يعتمد على زرع الثقة بالمستهدف أو الإغراء والتطميع، الحال الأولى تحتاج وقتاً أطول، أما الثانية فهي من النصب السريع، تستغل الطيبة أو السذاجة أو الجهل «بحقيقة الواقع «إن شئت».
إنما هناك حالات نصب فيها ذكاء شيطاني لا يخطر على البال، وهو ما شدني في هذه الحادثة، وقصة الغزلان التي تم تداولها بمقطع صوتي على الواتساب من هذا الصنف، والقصة التي رواها شخص قال إنه أخ لواحد من ضحايا النصاب لا أعلم دقتها، لكن احتمال وقوعها كبير ويحدث ما هو أشد نصباً منها. والقصة باختصار أن شخصاً والذي هو النصاب في الرواية أعلن في موقع إلكتروني شهير عن بيع مجموعة من الغزلان فتواصل معه رجل كبير في السن لشرائها واتفقا على مبلغ 14 ألف ريال، قام النصاب بالتواصل مع شخص ثالث كان عارضاً رقم جواله للبيع بثلاثة آلاف ريال وطلب شراء الجوال ومعلومات عن صاحبه بما فيها رقم الآيبان لحسابه البنكي، قدم هذه المعلومات لمشتري الغزلان على أنها معلوماته الشخصية وطلب تحويل قيمة الغزلان. تم التحويل استغرب صاحب الجوال لزيادة المبلغ ليعتذر منه النصاب على أن أخطأ في التحويل طالباً منه سحب بقية المبلغ نقداً وتقديمه مع الجوال لشخص سيقابله. وهذا بحسب الرواية ما تم ليقع بائع الجوال في الفخ ويصبح مطلوباً إما يوفر الغزلان أو يعيد المبلغ، والنصاب «فص ملح» وذاب!
ونقطة الضعف في القصة هي وسيلة التواصل الأولى بين النصاب ومشتري الغزلان وربما تكون شريحة جوال باسم مجهول، وهناك مسؤولية قانونية تقع على المواقع الالكترونية المشهورة في إعلانات تنشرها من مجهولين يترتب عليها ضرر. والأفكار الشيطانية في إيقاع الضحايا من النصابين كثيرة، إنما هذه جديدة لذلك لا تستعجل دائماً ولا تحسن الثقة بمن لا تعرفه حق المعرفة، وحق المعرفة هذه مشكلة بحد ذاتها، مع ذمم تتسع وشياطين بثياب بشر.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.