الداب وغيرها

تم القبض على منشد قام بأداء حركات «الداب»، التي ترمز إلى تعاطي مخدر الحشيش، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام عن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات (نبراس)، ولا أعرف هل ستقوم اللجنة أيضاً بالقبض على لاعبي كرة القدم، ممن يقومون بالحركات نفسها عند فورة الحماسة؟ واللاعبون والمشاهير عموماً – على اختلاف مشاربهم – أصبحوا «قدوة» للتقليد، خصوصاً من صغار السن.
تخيل لاعباً عقده بملايين الريالات وتقوم «نبراس» بإلقاء القبض عليه! ربما هذا يفتح ملف عقود اللاعبين والشروط والواجبات المدونة فيها، وهل هي تلزم اللاعب بشيء من هذا؟ أظن أن المسألة صعبة مع «خصوصية» الرياضة وكرة القدم تحديداً، وهو ما يدعونا إلى التفكير في طرق المكافحة، وهل اتخاذ مسارات معينة للتوعية يسهم في الحد من الترويج والترغيب وتجميل تعاطي المخدرات، أم أنه يزيد من انتشارها و«التعريف» بها؟ وهو إشكال قديم منذ شعار «لا للمخدرات»، الذي استُخدم فترة طويلة في حملات المكافحة.
والدعوة إلى التفكير في سبل أخرى مردها إلى أن ثورة الاتصالات أصبحت حقيقة واقعة، وأنها متاحة في أيدي الأطفال قبل المراهقين والشباب أجهزة تطوف بهم في العالم خلال دقائق على مواقع فيها من كل شيء تتوقعه ولا تتوقعه، والمحتمل أن القبض على المنشد أسهم في زيادة مشاهدة حركاته، وربما حفظها!
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.