حلّ العقدة

البعض منا مصاب بعقدة تشابه عقدة الخواجة لكنها عقدة مع جنسيات من العرب والمستعربين، لذلك تراه يكتب او يغرد مبدياً سخطه من أنهم يقولون عنا كذا وينظرون إلينا بدونية ويصفوننا بالبدو وجمل وخيمة الى آخره ، وهو من حيث لا يشعر يشير الى دونية يعاني منها، وإلا فلماذا يطالب باعتراف مكانة ممن لا يمتلكها أصلاً. ملخص العلاقة ان هناك فرص عمل مغرية توافرت في بلادنا وهطلت عليها جنسيات من كل دول العالم وحظيت جنسيات عربية بنسبة مهمة من الفرص ومنها من حظي بتعامل خاص وخصوصي لأسباب صورة وهمية رسختها ورضيت بها طبقات من النخب الاجتماعية في الداخل ما دفع بها الى التجذر، واستمر الوضع على هذا المنوال ولم تؤثر فيه خلافات سياسية بين الدول على مراحل مختلفة.
لست في حاجة للاعتراف بمكانة او قيمة من أحد، انت من يصنع مكانتك، لكن إذا وضعت أحداً في دور الاستاذية والنجومية صانعاً منه قدوة فعليك تحمل النتائج، اذا قبلت جعله بطلاً في نكات عليك تتداولها ليتضخم اكثر تحمل ثقل الوزن والدم.
ثم ان سياستنا الخارجــية في محيطها العربي هي ما يصنع القيمة والمكانة للمـــواطــن وصـــورة الوطــــن إيـــجاباً وسلباً، لكنها خلال السنوات الماضية ساهــمت في ترســــيخ حـــصانة، بسبب عدم اتخــاذ مواقف واضحة وحاسمة، لنأخذ مثالاً طازجاً «غير حصري» حـــول هذا، منذ متى ونحن نعلم ان «حزب الله» اللبناني ذراع لإيـــران في الـــعالم العربي؟ ومنذ متى ونحن نعلم انه يقف وراء مؤامرات مسلحة ضد استقرار بلادنا سراً وعلناً؟ الجواب منذ عقــــود! لكن خلال هذه العقود لم يتخذ موقف حازم تجاه مصالحه الاقتصادية ومصالح من يمكن ان يستخدمهم من خارج محيطه الطائفي واللبناني لدعمه، هذا على المستوى الاقتصادي والأمر نفسه في قطاع الإعلام الخاص خصوصاً الذي يراه البعض كبيراً وقوياً لكن ثبت ان تأثيره ضــعيف على رغم كل «العناية» التي تحصل عليها على مدى عقود، هنا فتش عن البوصلة والأدوات.
وبدلاً من ان ننظر للآخر ماذا يعتقد ويقول ويفعل علينا مراجعة ما فعلنا ونتدارك أخطاءنا، حينها لن نصدم بواقع معلوم جرى التغاضي عنه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.