مشكلة بعض محطات التلفزيون، حرصاً على متابعة التطورات الاقتصادية في سوق المال، أنها لا تستطيع التمييز بين مَن يستحق أن يطلق عليه لفظ محلل أو مستشار مالي وما إلى ذلك وبين مَن يبحث عن الأضواء ويطبل إما لشخصه وإما لمكتبه. مثل هذه المحطات تبحث عن المجاني، أي من يخرج لأجل حب الظهور وترسيخ الاسم لأن الشاشة سحرية وهي تسحر قلوب الضعفاء، ومن “دون أتعاب مالية”.
هنا اختلط الحابل بالنابل، فيصبح تكرار الظهور أوسمة ترصع الصدور وتقنع البعض، في هذه الحال تصبح منتديات الأسهم أفضل حالاً من بعض الفضائيات، والسبب أن الكتابة في المنتديات تتم بأسماء مستعارة، ولا يتورع بعضهم عن أن يحلل ويقوم بتوجيه الناس وهو يكتب تحت اسم “متوهق” أو “رايح فيها” وربما “خذ وخل”، ولا أتذكر أن أحداً يكتب بهذا الاسم فإن حصل فهي مصادفة، أما التلفزيون فيظهر المتحدث “مشخصاً” و “تشخيصه” يأتي بحسب الخبرة، وتحت اسمه ما لذ وطاب له من الألقاب، وللعلم فإن محطات التلفزيون تثق بمن تستضيفه فيسأله معدّ البرنامج: “ماذا نضع اسماً لك؟”، فيضعون ما يقول وعلى ذمته.
عبارة “الأسهم السعودية” كشفت الكثير من الأمور وتعرى بعض المستور، وراء التشخيص والألقاب ولا يمكن التصريح، لذا يكتفي الإنسان بالتلميح، وإذا كنا علمنا أن هناك أخطاء في الإدارة الاقتصادية فإن هناك حالات مزيفة تخرج على شاشات الفضائيات لتوجيه الناس، ولو كانت هناك شفافية حقة لربما علمنا ماذا حقق هؤلاء من نتائج في المحافظ التي يديرونها، وأصحاب هذه المحافظ “أبخص”!
لذلك لم يعد يدهشني “المتشقلبون” ممن عارضوا تدخل الحكومة بدعوى أنه “اقتصاد حر”، متناسين أن الحكومة من خلال تمثيلها لملكية الدولة موجودة في السوق، ومن خلال الهيئة موجودة في الإشراف، أصبح هؤلاء الذين قاتلوا في بداية كارثة الأسهم معارضين تدخلاً حكومياً من المشيدين بالتدخل، فالحمد لله تعالى.
كما أصبح المعارضون تجزئة الأسهم، وصانع السوق، على الشاشات وبعد توجيه خادم الحرمين الشريفين بالدراسة، ومن ثم الإقرار من مجلس الوزراء، من المؤيدين والمصفقين. وما يستفاد من ما سبق أنه لم تكن لديهم رؤية حقيقية لما يصلح حال الجميع، فكل يغني على ليلاه.
وكما يقول الإخوة المصريون: “عقلك في راسك تعرف خلاصك”، فها أنت عزيزي المتابع شاهدت بأم عينيك، والآن احكم بنفسك. أيضاً كارثة الأسهم كشفت أحوال “خاتمة” البنوك، وإذا أخذنا إخواننا أصحاب التسهيلات ممن انكسروا في هذه “الطبعة” الشبيهة “بطبعة بن عيدان” في المسلسل الشهير، إذا أخذناهم مثالاً وما فعلت بهم بعض البنوك التي كشرت عن أنيابها، نعلم أن “البنك ما له أمان” والتسهيلات تودي بك إلى “خبر كان”.
بقي على الفضائيات أن ترتقي بعملها وتوظف أصحاب كفاءات حقيقية بمكافآت مجزية، ينسبون إليها وليس إلى هذا أو ذاك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط