الصحة من «الأولية» إلى «المتخصصة»

ذكرت في مقالة (خدمات الصحة.. «المجانية») أنني لم ألمس تطوراً في الخدمات الصحية، على رغم كل ما «ينتظر» ويعلن من الجهود، وجئت بمثال على خدمات بعض مراكز العناية الأولية بالأحياء. وتعليقاً على هذالمقالة وصلت إلي أكثر من رسالة، أختار منها رسالتين بوجهتي نظر مختلفتين:
الأخ عبدالوهاب خالفني الرأي في جزئية أخرى من الخدمات الصحية، فروى تجربة إيجابية حين كتب: «في الحقيقة هناك تطور لم ألمسمن قبل، منذ تقريباً خمسة أشهر سقط والدي وهو يغسل يديبعد الغداء، حاولت احتواء الأمر فلم أستطع، عند ذلك اتصلت بالهلال الأحمر، فحضروا خلال مدة قصيرة، وحاولوا إنعاشفلم يوفقوا، فنقلوإلى أقرب مستشفى؛ وهو مستشفى خاص، وأعادوا المحاولة مدة طويلة ولم ييأسوا، لكن قدر اللوما شاء فعل! في الحقيقة، انتظرت أن يأتوني بفاتورة استخدام المرفق، ولكن لم يفعلوا، أكبر الظن أنهم يحصلونها من الحكومة، واللأعلم».
والرسالة الثانية أرسلها أبو سليمان، إذ كان مع زوجتفي مراجعة لمستشفى حكومي كبير متخصص، جلست زوجتفي غرفة انتظار النساء، وبعد خروجهما لاحظ أنها تبكي! لماذا؟ في غرفة الانتظار استمعت لقصة سيدة تعالج من مرض عضال، وتأتي من أقصى شمال المملكة إلى الرياض عند كل موعد لأخذ جرعة الكيماوي، وبحافلات النقل الجماعي، ليس معها سوى ابنها الصغير (9 سنوات)، في حين تنتظر عودتها أربع بنات في الشمال، ويضيف القارئ، الأصحاء لا يتحملون رحلة نقل جماعي من الشمال إلى العاصمة، فيكف بامرأة مريضة ليس معها إلا طفل في التاسعة؟! انتهى الاقتباس من الرسالة.
ويستغرب أن مستشفىً ضخماً بموازنة ضخمة، ولديفي المفترض إدارة رعاية للمرضى، ولا يستطاع الحصول على علاج فيإلا بصعوبة بالغة، لا يوفر تذكرة طيران لمثل هذالحالات المحتاجة إلى حين تنهض الوزارة وتوفر الخدمة في منطقتها.
ومع اتفاقي مع الرسالة الأولى أن خدمات الهلال الأحمر تحسنت كثيراً، فإن الخدمات الصحية إجمالاً كما رأينا من العيادات الأولية إلى المتخصصة جداً، هذأحوالها.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.