غصة قلم

تفاؤلاً… أتوقع أننا أمام مرحلة جديدة تحاول فيها بعض الشركات السعودية تحسين صورتها في الداخل، أمامنا مبادرة شركة الاتصالات السعودية، بتخصيص مبلغ 100 مليون ريال لإنشاء مراكز صحية، ما يبعث على التفاؤل أن هناك اتفاقاً وُقّع بين الشركة ووزارة الصحة، بمعنى أن الخبر الإعلامي تجاوز إلى الفعل، كأنني قرأت عن إعلان لبنك سعودي عن تبرع لم أعلم ماذا تم فيه؟
وبودي الإشادة بهذه المبادرة من شركة الاتصالات، ولكن قلمي يعاني من غصة تكاد تسد حلقومه، أسبابها تراكمات تاريخية في التعامل مع العملاء، فمنذ أن بدأت شركة الاتصالات في العمل وقبل ظهور مبشرات إيجابية المنافسة وكسر الاحتكار وأنا وغيري نكتب ناصحين ومنبهين الشركة إلى ضرورة تحسين الخدمات واحترام حقوق المشتركين، لأنهم سيذهبون بعيداً عند أول فرصة… وتحسنت خدمات الشركة في المجالات التي يوجد فيها منافسة مع ملاحظات هنا وهناك. لا بد من الإشارة إلى أن المنافسة تجبرك على التقدم فليس من سبيل آخر سوى هاوية الاضمحلال.
مبادرة شركة الاتصالات بالتبرع لإنشاء مراكز صحية مبادرة طيبة وتستحق التنويه والشكر، قد يكون سببها محاولة المصالحة مع المجتمع وفتح صفحة جديدة وربما هي تجاوب مع توجهات رسمية عُليا طالما طالبت – منذ زمن بعيد – القطاع الخاص بدور واضح وملموس في خدمة المجتمع، أياً كان السبب، فالنتيجة طيبة ومشجعة، وحتى لا تكون خطوة يتيمة من الشركة، فعليها إذا ما أرادت المحافظة على حصتها في “الجيوب”، وقبل أن يتكاثر المشغلون في كل قطاع أن تلتفت مبكراً إلى تلك الخدمات التي ما زالت تحتكرها، وفي مقدم ذلك تقديم خدمة الانترنت، هذه الخدمة لا تزال تعاني من ارتفاع الأسعار والبطء وطول إجراءات التركيب، وقد بُحّت أصوات المحتاجين إلى هذه الخدمة منذ إطلاقها من دون تقدم ولو بسيط، وأتذكر اتفاقات وقعت في عهد الإدارة السابقة للاتصالات لتطوير هذه الخدمة ولم نر شيئاً على أرض الواقع! المطلوب استراتيجية واضحة لإرضاء المشتركين، فهم السوق الرئيسية لهذه الشركة، ولا أنسى التذكير بأن كثيراً من المشتركين يعانون من تضخمات في “فوترة” الجوال، وهو ما يستدعي مراجعة هذه القضية لحساسيتها.
أمام الإدارة الجديدة لشركة الاتصالات تحدٍ كبير في إعادة الثقة، لإرضاء سوقها الأولى والكبرى، وتحسين الخدمات في هذه السوق مقدم على البحث عن فرص في الخارج، ولأن الدولة تمتلك الحصة الكبرى منها فكل مواطن، حتى ولو كان لا يمتلك سهماً فيها، يعتقد بأنها شركته.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.