سألني أحد الأصدقاء: لماذا لم تعد تكتب عن سوق الأسهم؟ ثم أهدى إليّ فكرة جذابة للكتابة عن علاقة سوق الأسهم بالبطيخ.
ولعل القارئ المتابع يعلم أن الموقع أدناه كتب عن سوق الأسهم الكثير قبل الانهيار وبعده، كتبت محذراً ومنبهاً وناصحاً، وركزت على أمور، وكانت النتائج مذهلة، حذرت مراراً ومنذ وقت باكر من إفراط البنوك في الإقراض، فكانت النتيجة صمتاً رسمياً طويلاً واجتياح حمى الإقراض لكل الحدود، وأشرت مراراً إلى ضعف نظام “تداول” وتشبعه فكانت النتيجة أن حصل هذا النظام على جائزة رفيعة المستوى من وزارة الاتصالات! وبعدها ظهرت مشاريع التطوير! وكتبت عن صدقية ودقة الإعلانات على موقع تداول (الموقع الرسمي) فكانت النتيجة استمرار ذلك بصورة أوسع، وكتبت عن الميزة “غير العادلة” للبنوك، كونها مستثمراً ومضارباً ووسيطاً أيضاً فكانت النتيجة إعطاءها كامل العمولة! وجدت أن كل ما أكتب عنه محذراً من حدوثه يحدث بعد وقت ثم يحصل إجراء بالبطء المعهود، حتى خُيّل إليّ أنني لو كتبت مشيداً ربما يحصل العكس، وفكرت في الأمر مراراً، هل لو امتدحت إجراءً خاطئاً ربما يُعالَج!
ثم جاءت الطامة ببيان “الهيئة” الأخير الذي تشير فيه إلى عدم إمكان النظام الحالي في تتبع المخالفات، كأنها تقول نحن لا نرى ولا نسمع، “وخذوا راحتكم”، وأود الإشارة إلى أنه عندما كُلّف الدكتور عبدالرحمن التويجري برئاسة هيئة سوق المال دعيت إلى لقاء تلفزيوني فتمنيتُ له التوفيق وما أزال، وأعتقد بأنه نجح إلى حد ما بالاهتمام بالإعلام، لكن ذلك البيان “التوضيحي” جعلني في حال دهشة مستمرة.
ما علاقة ذلك بالبطيخ؟
معروف أن للبطيخ قشرة خضراء والطيب منه يحوي لبًّا أحمر حلو المذاق، وفي سوق الأسهم هذان اللونان هما المتسيدان، المشكلة الحديثة في البطيخ أنه أصبح يُجلب إلى الأسواق قبل أوانه، ومهْما طرقت على قشرته وسمعت الرنين فنادراً ما تحصل على بطيخ مستوٍ طيب الطعم، فإما تكون “فايته”، تجاوزت مرحلة النضج بمراحل، وأصبحت معطوبة أو تكون بيضاء لا تزال في مرحلة مبكرة. ولم تنفع خبراتي المتراكمة في فك ألغاز البطيخ، تطرق القشرة أو لا تطرقها النتيجة واحدة لا تحصل على ما تريد، ويكون مآله إلى النفايات، خذ محاولات الطرق على قشرة البطيخة مكان التوصيات المنتشرة هذه الأيام على بعض الأسهم، وخذ الأنواع الوافدة من البطيخ الأخضر القاتم اللون، مكان الشركات الجديدة، ولك أن تتذكر أنك تبحث عن اللب. والأحجية أن لب البطيخ المطلوب أحمر اللون في حين أن لب الأسهم أخضر اللون، ولا تنسى أن اللبيب “بالطرق” يفهم!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط