نحن والأميركان

طرحت يوم الأربعاء الماضي قصة الشاب السعودي تركي، المبتعث للدراسة في الولايات المتحدة، حيث أمضى تسعة عشر شهراً دراسة هناك وعاد في إجازة، ثم رفضت السفارة الأميركية في الرياض منحه تأشيرة العودة بأسلوب اقل ما يقال عنه إنه متشبّع بالفوقية والصلف من احد موظفي السفارة، وتساءلت عن دور وزارة التعليم العالي، فكان الجواب من المشرف على الإدارة العامة للبعثات في الوزارة الدكتور عبدالله الموسى، إذ تفضل مشكوراً برسالة اهتم فيها بقضية الشاب تركي، وذكر الآتي “إن الوزارة قامت بالفعل خلال الأشهر الأربعة الماضية بعقد عشرين اجتماعاً مع عدد من المسؤولين في سفارات الدول التي يوجد فيها مبتعثون، وعلى رأسهم السفراء والملحقون الثقافيون في تلك الدول، مثل سفارة نيوزيلندا واستراليا وأميركا (ثلاث مرات خلال تلك الفترة) هولندا ألمانيا فرنسا إسبانيا إيطاليا… الصين… اليابان… وغيرها من الدول، كما أن الوزارة تتابع عبر الملاحق الثقافية الطلاب المبتعثين، ولا شك في أن أي عمل لا يخلو من القصور والنقص، والوزارة تحاول جاهدة مساعدة الطلاب ومتابعة المشكلات التي تقف أمامهم وتتابع ذلك في محل إقامتهم بالتنسيق مع وزارة الخارجية ممثلة بالسفارات السعودية، كما أحيطك علماً بأن مشكلة “الفيزا” للطلاب مع السفارة الأميركية تمت مناقشتها أكثر من مرة بل وفي الأسبوع الماضي كان هناك – بترتيب مع الوزارة – لقاء مع نائبة القنصل الأميركية عبر الإنترنت، لبحث مشكلات السعوديين في الحصول على “الفيزا”… وتقوم الوزارة حالياً بمزيد من البحث والترتيب مع السفارات لتذليل الصعوبات، إلا أنه وفي الوقت نفسه يجب أن نعرف أن لكل دولة قوانينها وأنظمتها التي قد لا تسمح للدول الأخرى بمناقشتها” انتهى.
واتفق مع الدكتور عبدالله الموسى أن إدارة شؤون هذا العدد الكبير من المبتعثين في دول عدة ليس بالأمر السهل، ومن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء ومشكلات، والمهم أنها تتابع ويجري العمل على حلها، وأجد أن التعليم العالي بحاجة إلى دعم كبير من وزارة الخارجية السعودية، فما زالت بعض الدول تمنح تأشيراتها للسعوديين من خلال سفاراتها في بلدان مجاورة! مع ما في ذلك من عناء ومشقة وتكاليف إضافية وعدم معاملة بالمثل، وبعض الإخوة أرسلوا مذكّرين بالصعوبات الأخرى مع السفارة الأميركية، مثل الطوابير الطويلة، والمواعيد المتباعدة، وكذلك الرسوم التي لا تعاد، سواء قبل الطلب أم تم رفضه، ويشير أحد القراء تعليقاً على قضية الشاب تركي إلى أن الهدف من رفض منحه تأشيرة العودة، هو تخويف المبتعثين من العودة إلى بلادهم، بالطبع أنا لا اتفق مع رؤية الأخ العزيز، على رغم أنه بالرجوع إلى قضية حميدان التركي، يمكن الظن أن اسم تركي له وقع خاص في دوائر الأمن هناك، وأخمن أن هناك حساسية تجاه السعوديين وكل ما هو سعودي بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وهي حساسية يمكن لي أن أتفهمها بحدود ما دام انه ليس أمامنا متاح سوى الرواية “الأميركية الابن لادنية” لهذه الأحداث التي غيرت العالم، وغداً بعون الله تعالى أكمل لضيق المساحة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.