تحقيق دولي

يضيف أسامة بن لادن في كل تسجيل يبث إضافة مهمة تدعم السياسة الخارجية الأميركية العسكرية لحكومة بوش، وهي تتلقف الجميل لتضيف للقاعدة إضافة مهمة مع كل تحذير تطلقه عن أعمال إرهابية محتملة،  ويجري تجديد هذه الإضافات كل فترة، والتركيز يعلو ويزداد عندما تمر الذكرى السنوية لأحداث أيلول (سبتمبر)، بتقسيط بث الأشرطة التسجيلية، والثمن تدفعه البلدان الإسلامية ومجتمعاتها المستهدفة، وكذلك مواطنوها الذي ترمي بهم الأقدار إلى أسواق العمل أو جامعات الغرب.
ومع مضي سنوات ما زالت الولايات المتحدة تعتبر أحداث سبتمبر تهمة في رقبة كل مسلم، التهمة هي الأصل إلى حين ثبوت البراءة، فهو شارك أو ربما قد يشارك في حدث ارهابي جديد، استخدمت أحداث سبتمبر ذريعة لما يسمى الحرب على الإرهاب، وكان أن حطمت دول ومجتمعات، واستخدمت كل الوعود الكاذبة من الديموقراطية وحقوق الإنسان، وجرى أخيراً إطلاق أول بالون تسويغي لتقسيم العراق بإعلان الكونغرس الأميركي، وهو حالياً كما قيل غير ملزم، لكن في المستقبل القريب يمكن لقوة داخلية أن تضعه على جدول الأعمال الأميركي.
أحداث سبتمبر غيّرت العالم فأصبح فريقين لا ثالث لهما، والقاعدة التي أطلقها بوش ما زالت أساس التعامل، “ان لم تكن معي فأنت ضدي”، وهو على هواه متحصّن بجبروته وقواه العسكرية والاقتصادية، وعلى رغم اعترافات بعض الساسة في أميركا وبريطانيا بالأخطاء الجسيمة التي اقترفت، إلا أن المتابع لا يرى تغيراً يذكر في النهج السياسي، الذين يتقاعدون عن العمل السياسي هناك هم فقط من يتذكر الأخطاء، أما الفاعلون فيه فهم يعملون بهمة ونشاط بقاعدة بوش – تشيني.
إلا أن أحداث سبتمبر وتفاصيلها ما زالت رهينة الرواية “الاميركية – الابن لادنية”، وخلال مظاهرات في دولة أوروبية بمناسبة الذكرى الأخيرة لأحداث سبتمبر، طالب المتظاهرون بتحقيق دولي في هذه الأحداث، وهو مطلب محق، المسلمون أولى بالمطالبة به، لأن الضرر الذي لحق بهم فادح وهو مرشح للتفاقم، ويجري استخدامه ذريعة حتى آخر قطرة، وإذا نفدت القطرات جاءت التسجيلات، تلك الأحداث قضية دولية بامتياز، تهم العالم اجمع، أدت تداعياتها إلى تغيير كبير في العلاقات الدولية، فلماذا لا يجرى تحقيق دولي في أحداثها وملابساتها؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.