حملة «لا تطلع من بيتك»

يقترح القارئ العزيز تركي الماضي حملة بعنوان: «لا تطلع من بيتك». خرج الرجل مع أسرته من المنزل لسويعات فتمت سرقة كل ما خفّ حمله وغلا ثمنه، عند الشرطة قيل له ما يقال في العادة لست أول حالة هذه الليلة. لا بد من «تطييب الخواطر» فالمثل الدارج «الموت مع الجماعة رحمة»، والمنازل في الرياض بأبواب حديد وشبابيك حديد لكن اللصوص من نوع الحديد الذي يفل الحديد، ويتساءل تركي لماذا لا يسمح بأجهزة إنذار مرتبطة بأقسام الشرطة، والرجل على رغم ما أصابه متفائل بهذا الطلب، إذا كان الحاضر شخصياً للشرطة يحصل على تطييب خاطر مثل ما ورد أعلاه فكيف لو كان هناك جهاز إنذار. وتبرز في مكافحة السرقات والتصدي لها الأخبار الإعلامية التي تخصص فيها بعض الزملاء الصحافيين، عن نجاحات ينشرونها، حتى أصبحوا مناديب للشرطة داخل الصحف، لكنهم في أخبارهم لا يطرحون سؤالاً واحداً على المتحدث الرسمي، مثل فاكس يستقبل ولا يرسل.
ويظهر أن اللصوص يشجعون على السياحة المنزلية، وشعارهم «اقضب أرضك»، وفي لقاء تلفزيوني قال أحد رجال الشرطة إن المنازل التي يسافر أهلها هي المستهدفة، وكل رحلة تعتبر سفراً حتى ولو كانت لحضور زفاف، والأخ تركي يحمد الله تعالى أنه لم يكن في المنزل، فالترويع لا قيمة له عندنا.
وعند الحديث عن الأمن وتكاثر سطوات اللصوص يسيطر على الناس سؤال يقول ما هي الحدود الآمنة لمقاومة السارق؟ والمقصود بالآمنة هنا لصاحب المنزل المجني عليه، لأن من الشائع بين الناس أن للسارق حقوقاً! فإذا كسرت يده مثلاً ربما تُطالَب بتعويض، ويروي صديق ساخر قصة مواطن صادف وجوده على السطح دخول لص إلى منزله، «واق» من السطح أي أطل منه فشاهد غريباً «يتندح»، التفت فإذا بجواره تنكة مملوءة إلى نصفها بالحصى، فرماها بجوار اللص فأحدثت دوياً قوياً تحول معه اللص إلى «خبل». ويكمل الراوي أنه حكم عليه بتعويض، ولست أعلم مدى دقة ذلك فأنا بين مصدق ومكذب، لذلك أسأل عن حقوق اللصوص، فهل «التقبيص» مثلاً مسموح به أم أنه لا يجب تعدي حدود الشتائم؟
والشرطة التي تتحفنا بأخبار «القبض على» لا تذكر نجاحاً في استعادة ما خفّ حمله وغلا ثمنه! كما أنها لا تعلن عن أسماء وصور مطلوبين أو خطرين، وكأن بلادنا نظيفة من الخطرين، ويقال: «المواطن رجل أمن»، ويفترض أن تعدل إلى… «المواطن رجل أمن… أعمى»! ويروي صديقي الساخر أن أحد المواطنين حك رأسه بحثاً عن فكرة لردع اللصوص، فلم يجد سوى تخييرهم وضع عدد لا بأس به من أسطوانات الغاز في مقدمة المنزل وكأنه يقول: «طب وتخير»، ولا أستبعد ذلك مع ضعف واضح في الحد من السرقات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على حملة «لا تطلع من بيتك»

  1. عبدالعزيز المطيري كتب:

    الله الله عليك يا استاذ عبدالعزيز السويد والله اني مؤمن انك انسان عقلك كبير
    وكلامك كبير مقالتك هذا اليوم تكشف الستار للتهاون الامني في السرقات

    سأحكي لك حكاية حصلت لي شخصاً

    احد المرات التي لا اتمنى عودتها باذن الله رجعنا من مناسبة وكان بيتنا مسروقاً ولم تكن خسائر كثيرة ولله الحمد ( قطعة صغيرة من الذهب ) وجهاز كمبيوتر محمول

    ذهبت الى الشرطة للابلاغ ولكن تفأجات ان العسكري الخاص بالبصمات يقول لي بثقه ..
    (((((((((((((((((((((((((( وش رايك تجي بكرة ….!!!!؟؟؟؟؟!!…؟؟؟ )))))))))))))))))))))))))))

    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

  2. سعود كتب:

    خليك بالبيت …. خليك بالحوي ..شد ارضك …كلها بمعنى واحد
    والله مساكين الشرطة فعددهم ما يكمل صفة بلوت امام بحر من المجرمين واللصوص ولا بد من مضاعفة العدد مرتين او ثلاث فاحد مسؤوليهم مؤخرا قال ان 12 حي في الرياض يقوم على امنها 90 شرطي بس …يعني لكل بيت في الحي ربما 005و00 شرطي ..يمكن تطلع ربع كراع اونصف خشيرا مسلحة بثمين فشقة
    بس بصراحة فكرة نشر صور المجرمين الهاربين والمخطوفين هذي ضرورية فقاتل السلي كان ممكن يقتل المزيد لولا لطف الله بينما لو نشرت صورته لساعد الناس في القبض عليه بسرعة بدل تخبط الشرطة كما ان نشر صور المخطوفين الاطفال وغيرهم تجيب نتائج سريعة ويمكن ما اختفى اطفال راحوا في خبر كان بس ما عندك احد ولا عمرشرطتنا شافوا افلام بوليسية امريكية ليتعلموا فما زالوا يحسبون ان اخفاء صور المجرمين الهاربين او الاطفال المخطوفين هو من باب الستر يحمدون عليه

    الختمة الشرطة بحاجة لدماء جديدة من الشباب اللائق ذهنيا وجسديا واكاديميا فالدنيا تغيرت وستتغير اكثر ولا بد من مواكبة التغيرات فالامن اهم من اشياء كثيرة بل هو ام الاشياء

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الله يستر من هذه الحملات والله استاذي انها كثرت .. امس واحد يقول لي انه في حملة على القناة التي طلع فيها القطلة اللي يقول
    ويتحكى عن بعض ممارساته الجنسية القذرة سموها حملة خليها تتأدب وواحد ثاني يقول خلوها تصدي وواحد ثالث خلوها تعنس
    وانا انتظر حملة خلوها تتطهر وهذه هي الحملة الناسخة لجميع ماسبق بس متى تبداء ومن اين تبداء هذه الطهارة . اللهم طهر قلوبنا بالايمان شكرا استاذي

  4. صالح العساف كتب:

    أسعد الله جميع أوقاتك بكل خير…

    من المبكي أن مواقف السرقة أصبحت مجالاً للطرفة يتم تداولها في جميع المجالس وكأن الذي حصل هو موقف غاية في الفكاهه…خصوصاً إذا تمكن صاحب المنزل من اللص وتعامل معه بما تمليه عليه الطبيعه البشرية…(شر البليه ما يضحك)

    ذات صباح خرجت من منزلي فوجدت سيارتي بدون تواصل مع الأرض… أي (يخلف الله على الجنوط والكفرات) وليس جاري بأحسن حالاً مني… بعد الإتصال على عمليات الشرطة (999) تفضلوا مشكورين بإرسال دورية وصلت إلى موقع الحادث ولكن – الإحتمال الأكبر ولا أجزم – يبدو أن (راعي الدورية) معاق حركياً… أقسم بجلال الله العظيم أنه لم يترجل من السيارة … كل ما فعله هو أن قال لي توجه إلى قسم العليا وتقدم ببلاغ رسمي هناك!!! كما أنه نصحني لا حرمه الله الأجر بأن لا أستعجل.. فهم لا يبدأون الحضور إلا من بعد التاسعة… هذة المعلومات الجهنمية لا أعلم ما المانع من تلقيني إياها من عمليات الشرطة بدلاً من إرسال الدورية خصوصاً أنني لم أوقع على إستلامي للمعلومات… لكن (عسى المانع خير)…

    ذهبت للمركز ويااااليتني لم أذهب…

    حوار طويل لا يميزه إلا الحمق المدقع إنتهى بجملة ( السيارات بكبرها ما لقيناها تبينا نلقى جنوط وكفرات؟؟؟ إحمد ربك على العافية وش رايك نطلب لك معنا فطور تروق معنا شوي؟؟؟ ) خرجت من هناك وفي رأسي ألف سؤال وسؤال…. هل هذا رجل أمن؟؟؟ هل هذة قناعات رجل الأمن؟؟؟ في أسوأ الأحوال هل هذا منطق رجل أمن؟؟؟

    تقبل كل الشكر وفائق الود وخالص تحياتي

  5. صلاح كتب:

    المواطن هو رجل الأمن الأول……….. -إستدراك- والآخير!
    واذا المواطن ترك بيته وراح يقضي مشاوير خاصة على حساب المهام المكلف بها من المسؤلين…فهو بالتالي خائن للآمانه…ويؤثر على نسبة متابعين برنامج أمن وآمان!!

  6. أمـــل كتب:

    أكــرر مقولتك :

    (( بأننا لم نقرأ أو نسمع أو نشاهد خبر يفيد بعودة المسروقات إلى أصحابها بعد إعلان القبض على المجرمين ..؟؟!! ))

    \
    /
    \
    /

    كثرة وقوع السرقات وااقع أليــــــم .. لازالت ” الأجهزة الأمنية ” و ” الأجهزة الإعلامية ” تتجاهل الإعتراف بها ..!!

    \
    /
    \
    /

    أشكر أستاذنا .. ” عبدالعزيز السويد ” .. على مساعدته في نشر ما يهم المواطنين حتى يتم النظر إليه من المسؤلين ..

    ..

التعليقات مغلقة.