على وزارة الصحة السعودية أن تقدم الشكر لكلية الطب في أنقرة بتركيا، مع الشكر، وللذكرى مجسم لأسرتين ملتصقتين، السبب أن كلية أنقرة وجهات تركية أخرى اكتشفت الخطأ في قضية الطفلين “يعقوب” و”علي”، أيضاً الشكر للجهات الطبية في تركيا التي احترمت شكوى مواطن تركي ففحصت ولم تستهجن أو تطلب منه عرض أكتافه لها.
لا يتعلم الناس من الأخطاء إلا بعد الاعتراف بها، ثم العمل على إيجاد الحلول حتى لا تتكرر، فإذا قيل لك انه “خطأ فردي” من جهاز بحجم مستشفى يتبع لوزارة ضخمة، مثل “الصحة” فلا بد من أن تفغر فاك دهشة، وتسأل: إلى متى يستمر بيع الكلام؟ نتحدث عن خطأ في تسليم مولود، وخطأ آخر في استهجان شكوى وعدم احترام شكوك آباء. مدير مستشفى الملك خالد في نجران “الحالي” قال إن الخطأ في تسليم طفل تركي لأسرة سعودية وآخر سعودي لأسرة تركية خطأ فردي! هذا من أساليب دفع الضرر وحصره في فرد واحد. نحن أمام منظومة إجراءات كل واحد منها لا يقوم إلا بعد إتمام الذي قبله. المعنى أنه لو كانت هناك مراقبة صارمة على الأفراد الذين يشكّلون الطاقم وصحة ما قاموا به، لما حصل الخطأ، إذاً، هو ليس خطأً فردياً، حتى لو تجاوزنا ذلك فإن عدم النظر في الشكوى من مدير المستشفى السابق يجعل الأمر خطأ وزارة كاملة، ومن تصريف الكلام قول المدير “الحالي” إن القضية تم الاهتمام بها! متى؟ بعد أربع سنوات وتقرير رسمي من كلية الطب في أنقرة!، هل سيذهب كل من لديه شكوى إلى كلية الطب في أنقرة؟ تخيل لو أن الأب التركي لم يحصل على هذا التقرير، لنفترض أن مستشفياتهم مثل مستشفياتنا تتعامل مع الشكاوى باستهجان ومِنّة على المراجع، لأن الواجب المفروض عليه أن يحمدهم عند حصوله على سرير! هل كانت ستظهر القضية للعيان ويصحح الخطأ؟ بالطبع لا، ولا كان هذا المقال سيرى النور.
وزارة الصحة بحاجة إلى أن تقف طويلاً أمام مرآة بحجمها، لقد حاولتُ مع غيري طوال سنين تقديم جزء من هذه الصورة من “باب لعل وعسى”، ولكن من دون فائدة ملموسة. الصحة في بلادنا تعاني من مشكلة إدارية، مشكلة محاسبة ومساءلة، لو كان للإنسان قيمة لما أُهْمِلت شكواه.
أتقدم بخالص الشكر للأب التركي السيد يوسف جوجو على مثابرته وكشفه عن الخطأ الجسيم، لقد قام بما لم تقم به وزارة كاملة. الله – تعالى وحده – أعلم كم من رجل مثله. نحن بحاجة إلى كشف الخلل كله؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط