الصحافة حلية… الصحافيون بلاء

يكرر البعض القول ان أحوال الصحافة السعودية في تحسن، هؤلاء يقيسون الأمر بمساحة النشر الأكثر رحابة، وهو أمر حقيقي واقع. نعم، مساحة النشر في تحسن مطّرد، والهنات هنا وهناك ما دامت تعالج هي من مواقف «الممانعة» الطبيعية. في مقابل هذا التحسن تأثرت صورة الصحافي السعودي لدى بعض المتضررين مما ينشر أو المتوجسين منه، والسبب أن هؤلاء تعودوا لزمن طويل على أن الصحافة ليست سوى وعاء خشبي يوضع فيه ما تجود به إدارات العلاقات العامة ومكاتب المسؤولين من دون سؤال أو استفسار.
لكن صورة الصحافي عند الآخرين ليست هي المنشودة، فهو من يستطيع رسمها بأمانة الكلمة وسطوة الضمير الحي على ما ينقل وينشر، المنشود هو الحفاظ على كرامته، بحيث يستطيع القيام بواجبه من دون مساس بها، سواء بلكزه بالمرافق وإبعاده عن بؤرة الحدث، أو سحب أدوات عمله منه من دون وجه حق، كما حصل أخيراً في «بيشة» من مسؤول في وزارة الصحة.
الغائب الكبير في هذه القضية هو الغائب في قضايا مماثلة، حتى إنني نسيت الاسم، هل هو هيئة للصحافيين أم جمعية؟ إذ لم تمارس أبسط واجباتها بالدفاع عن حقوق الصحافيين، ولأن الرجاء في الله تعالى ثم في من ظهر نشاطهم الحقوقي، وأقصد بهم أعضاء جمعية حقوق الإنسان السعودية، ولأن الصحافة هي من عيونهم التي يسترشدون بها للقيام بواجبهم، أطالبهم بحماية كرامة الصحافيين وشجب التصرفات التي تمس هذه الكرامة أو تعوق قيامهم بأعمالهم.
وزارة الصحة تقوم حالياً بحملة إعلامية لتجاوز تلك السقطة مع بيان جمعية حقوق الإنسان، ولا يمكن لحملة مثل تلك أن تنجح بمثل الصورة القائمة حالياً.
إن تحسين صورة وزارة الصحة لن يحصل إلا بتحسين الخدمات للمرضى «كل المرضى لا المختارين منهم!» واحترام حقوقهم، والمراقبة الحقيقية الفعالة للأداء الطبي في القطاعين العام والخاص. أما تكاثر الظهور الإعلامي والزيارات الميدانية فلن يحققا شيئاً، بدليل انهما لم يحققا تقدماً يذكر منذ سنوات يجرى فيها الركض في مضمار دائري.
كمثال، في قضية مأساة الشاب مهند أبو دية، جبر الله تعالى مصيبته، كان الواجب أن تقوم جهة ثالثة بالتحقيق في الحادثة وبيان وجه التقصير، أما اللجنة التي نشر عنها لاحقاً بين الإسعاف والصحة فهي من البديهات التي يفترض أنها آلية عمل واضحة متوافرة على رأس العمل منذ عقود.
مشكلة المشكلات أن لا جهة ثالثة تحضر في قضايا حساسة لتحقق وتقول للمقصر أنت من قصر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الصحافة حلية… الصحافيون بلاء

  1. صرخة مواطن..!! كتب:

    بيشة.. يا أستاذي منسية..!!

    لامسؤول ولامراقب..!!

    جاء في حديث رسول الله “رب مبلَّغ أوعى لها من سامع” ومعناه أن واجبنا نشر الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون وتحميلهم المسؤلية حتى يحصل كل مواطن على حقه، هذه المدينة من يتحدث فيها عن خطأ يقع فيه المسؤولين قد يفتح على نفسه باب من أبواب جهنم، من عصابات تسيطر على أغلب المناصب الحكومية فيها

    بيشة عندي ليست ترابا، بل شعب يأكل التراب جوعا وفقرا، سلني اخبرك عمن لا يجد اللقمة يملأ جوفه بها، وهم أكثر القوم، سلني عمن يطالب في حقوقه من المؤسسات الحكومية ولايحصل عليها إلابعد حين، أصبحت المؤسسات الحكومية فيها مثل الببغاء تردد “تعال بعدين”..!! ولكن إلى متى..؟!!

    لست هنا لسرد الارقام فهي ليست غايتي، حسبي أنين واحد من هؤلاء أسمعه، فكيف وهم بالآلاف..!!

    لهؤلاء أكتب، لهؤلاء الذين ينتظرون ما يشبه الضمان الإجتماعي ليدفعوا أجرة المسكن، والمأكل والمشرب لا غير ثم يؤجلوا بعض الديون إلى أن يقضي الله امرا كان مفعولا، يعود الرجل من العمل حاملا هما وغما وبينا هو في الشارع يلقي بصره على الجرائد ليلمح ذلك المسؤول يجول في البلاد، يمنح المساكن للفقراء والاجراء كي يسحبها ولاته بعد أن تسجل اللقطة، أو يجمعوا بين أسر ثلاث في بيت من غرفتين، أصبح الفقر رجلا يا عمر… بل رجالا.

    أحمق من يحمل المسؤولية ولايعمل شئ سوا سياسة القمع والتلفيع، وهو يعلم سلفا أن هذه أمانة وواجب عليه أن يؤديها بكل إخلاص وإلا سيسأل عنها يوم القيامة

  2. مواطن كتب:

    اهلين اخوي عبدالعزيز
    من كم يوم وانا اذا جيت اقرا المقالة القاها غير متوازنه بمعني السطور ليست في ترتيب منطقي الكلام تجدة متجة الى شي ثم يدخل علية جملة جديدة
    ييدو ان هناك خلل في الموقع او في البرنامح اللى تكتب علية المقالات
    ام ان الخلل عندي ؟

  3. خالد كتب:

    مواطن
    أتوقع الخلل عندك
    لأن عندي كل شيء تمام
    وأدخل من أكثر من جهاز
    تحياتي

التعليقات مغلقة.