دعاء المحطة

أسس روكي توايمان جماعة «دعاء المحطة»، وفي محطة تابعة لشركة «شل» بواشنطن، توجّه توايمان مع ستة أميركيين آخرين إلى الله تعالى، وهم يحنون رؤوسهم خاشعين راكعين، ودعوا الله تعالى طالبين أن يخفض أسعار الوقود. وقال توايمان في خبر نقلته «الحياة» عن «أ ف ب» الأسبوع الماضي: «بلغ سعر غالون الوقود 3.78 ليتر (3.51) دولار في هذه المحطة، أما اليوم فوصل إلى 3.60 دولار، أي بارتفاع 9 سنتات في أسبوع. توجه توايمان بالدعاء إلى الله عز وجل قائلاً: «يا ربنا العظيم، أسعفنا وأعطنا من لدنك قوة، لنتمكن من خفض هذه الأسعار الباهظة». وردد أفراد الجماعة… آمين.
سعر البرميل الخام من النفط في تصاعد، وعند كتابة هذا المقال كان «وســت تكساس» بسعر 123 دولاراً. والذي قد لا يعرفه ولا يدقق فيه، السيد توايمان وجماعة دعاء المحطة ومعظم الشعب الأميركي، أن النسبة العظمى (قد تصل إلى 70 في المئة) من سعر الوقود المرتفع في المحطة تذهب إلى الحكومة الأميركية على شكل ضرائب ورسوم، وفي أوروبا الشيء نفسه أو أعلى.
والصورة في الأذهان أن المستفيد الوحيد من هذا الارتفاع هي الدول المنتجة للنفط، أوبك، وبالتحديد دول الخليج العربي وعلى الأخص السعودية، وهذا غير دقيق للنسبة أعلاه، تضاف إليها أن واردات دول العالم الثالث، ومنها السعودية في ارتفاع مخيف سعرياً، وتدن في النوعية، حتى إن الواردات الأميركية لم تنخفض أسعارها في أسواقنا، على رغم معاناتنا من الدولار الضعيف، لأن التجار يعرفون العملات عند الارتفاع، أما غير ذلك فـ «تقل» المعرفة.
وأنا أدعو مع توايمان أن يخفض المولى عز وجل أسعار الوقود، ومعها أسعار الأدوية والمنتجات الغربية المختلفة، وقبلها أسعار المواد الغذائية، كما لا يمكن نسيان أن ارتفاع الأخيرة وراءه سياسات غربية معلنة ومعروفة، تدعمها بالنفخ في النار تصريحات البنك الدولي ومؤسساته.
لكن، يمتاز عنا الشعب الأميركي بأنهم لا يعانون معاناة أخرى، مع مساهمتها في رفع سعر النفط، وعلى رغم مشاركة حكومتهم… الجادة فيها، والتي ندعو المولى عز وجل القادر على كل شيء، أن يبعدها عنا وعن كل إنسان، وأقصد بها الحروب التي تدق طبولها ومشاريع الهيمنة وتقاسم النفوذ، والصراعات الدولية المريبة في المنطقة، وما تجره من امتصاص للوفورات النقدية الموقتة بالتضخم وألف ثقب أسود… آخر مصطنع… اللهم تقبل دعاءنا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على دعاء المحطة

  1. ابو سهيل كتب:

    ابو احمد اسعد الله اوقاتك بكل خير الغريب انهم سته ووصلتنا اخبار دعواتهم ونحن حول المليار لم تصلهم أخبار دعواتنا الغريب في الموضوع ان السعودية ستظهر بصورة جشعة امام الأعلام الأمريكي والسؤال لماذا لايكون هناك ( روكي توايمان) سعودي يتبرع لأظهار الحقيقة امام الشعب الأمريكي مع خالص شكري وتقديري

  2. خالد كتب:

    الموضوع النفطي لا أفهم فيه كثيراً به ، إنما من ممارساتي التعبدية أنني سكنت في إحدى مدن المملكة مايقرب من عامين في حي به محطة بنزين وقد نصبني عمالها إماماً لهم …وكما تعلمون فالمحطات يصلي بها الكسالى والمتأخرين والرياضيين أحيانا!
    وكنا نصلي معاً لكن مادعينا أبداً بهذا الدعاء…ربما لوجود رائحة البنزين التي تشعرنا بوفرته والحقيقة أنني كنت أشعر بروحانية كبيرة في تلك المحطة وعمالها أكثر مما كنت أشعر به من روحانية في جامع الحي…

  3. ارامكاوي كتب:

    اللهم آمين..

  4. السلام عليكم

    يؤكد الكثير من المحللين الاقتصاديين أن سبب التمسك بالنفط كوقود في الدول الغربية هو الضرائب المرتفعة عليه والتي تعد دخلا كبيرا يدعم ميزانيات هذه الدول والذي لن يحصل من البدائل الاخرى خصوصا انها في مرحلة الدعم لكي تنافس النفط.

    وهذا الارتباط القوي بين ميزانيات تلك الدول وضرائب النفط هو الذي جعلها ترسل قواتها الى مناطق انتاجه.

التعليقات مغلقة.