بالنسبة إلى صديقي فإن كتابة اسم وزيرة الخارجية الأميركية بالعربية «رايس» لا يذكّره بشيء سوى الرز؟ يعجبني في صديقي هذا أنه «مشوت»، لا يهتم سوى بنفسه، بداية من البطن، وانتهاء بالأصول الأخرى. الحقيقة انه يعتبر بطنه أصلاً من الأصول المحاسبية، مثلها مثل العقار. أبديت له دهشتي من تصريح رايس حينما قالت إنها فخورة باحتلال العراق. نظر في ساعته مذكراً إياي: «حان الآن وقت وجبة العشاء»، فهو من جماعة يحبون إفطار شرق آسيا لأنه يحتوي على رز (الله يحفظ النعمة).
أخذتني شخصية الصديق المنكفئة على بطنها عن وزيرة الخارجية الأميركية «رايس» التي افتخرت باحتلال بلادها العراق، ولم تذكر ماذا حلّ بالعراق والعراقيين. لم تذكر عدد القتلى والأيتام، ولا عدد المهجّرين والسرقات، حتى المخطوطات المخطوفة من العراق وصلت إلى إسرائيل. لم تتطرق إلى الفوضى التي أحدثها الغزو والاحتلال وتنصيب متطرفين لإدارة بلاد الرافدين، في المنطقة بل العالم. حالة عدم الاستقرار والغليان التي تعيشها المنطقة وسكانها لا تعني لرايس شيئاً. لذلك هي فخورة… ربما بسجن أبو غريب؟ لن استبعد نصب تمثال لرامسفيلد أمام البيت الأبيض ما دامت وزيرة الخارجية فخورة بالغزو والسلب والقتل من أمة لا تعرف الديموقراطية سوى داخل حدودها، في حين تُصدِّر الظلم بانتظام.
في مقابل هذا الفخر الذي لا يراعي مشاعر الملايين ممن وقعت على رؤوسهم المطرقة الأميركية يكتب عضو في «فريق التواصل» في السفارة الأميركية مقالاً في بريد «الحياة» (الطبعات السعودية) عن الشعب الأميركي، ولا مشكلة للعرب مع الشعب الأميركي، فكثير من السعوديين والعرب محبون للشعب الأميركي ويرون في الولايات المتحدة بلداً عظيماً. لكن المشكلة نشأت وتكبر من سياسة أميركا في المنطقة واحتضانها لإسرائيل على حساب حقوق العرب، وظلمها للعراقيين، وأيضاً تحريضها كل فترة على بلاد عربية، منها السعودية. مثلما جاء في التقرير «المنتقى» الذي أصدرته سفارتها أخيراً. من هنا لا أرى فائدة لفريق التواصل هذا، ولا للمواقع التي استحدثت للحوار باللغة العربية، وأُعلنَ عنها.
الغريب أن كثيراً من الأميركيين من أصول عربية لا يهتمون كما يجب بقضايا بلادهم الأصلية، بل ربما ينظرون إليها بدونية مثلما ينظرون إلى سكانها، (تجدهم في بعض السفارات)، قانعين بدور «صامولة» بالماكينة الضخمة، في حين تقوم مجموعات عرقية في أميركا بأدوار مشهودة… مُعْلَنَة، لمصلحة بلادهم الأصلية.