«عذراً… قد تعثر مرور … آمالكم»

لو جمعت ما كتب من أحرف وما أقيم من ندوات وورش عمل وكسل عن إدارة الأزمات، لربما غصت بها غرفة مكتبك ونومك وصالة الاستقبال، لكن كل هذا الكم لم يصنع نموذجاً محلياً لإدارة الأزمة عندنا.
في حال الكوارث الطبيعية التي يقف الإنسان عاجزاً أمامها استطاعت بعض المجتمعات المتقدمة التي تحترم قيمة الإنسان تقليل حجم الخسائر إلى حدّ مذهل، وصارت التنبؤات وكذا الاستعدادات للطوارئ علماً وفناً له أهله. أيضاً في الزلازل والبراكين والأعاصير مع توافر هذا العلم والفن. إذا تواجدت إدارة لاهية يمكن أن يحدث في الدول المتقدمة ما يحدث في المتخلفة، خسائر إعصار كاترينا مثال، لكن الولايات المتحدة استفادت من كارثتها فرأينا الاستعدادات لأعاصير جاءت بعده أفضل والخسائر أقل.
كان شبح الأزمة المالية الأميركية حاضراً ومعروفاً قبل إجازة عيد الفطر، بمعنى أنه لم تكن هناك مفاجأة، ومن الفرص الذهبية التي تبخرت أن إجازة عيد الفطر المبارك مكنت الفريق الاقتصادي الممسك بزمام المال والنقد في السعودية من مشاهدة برنامج عملي… حياً على الهواء بالصوت والصورة لمواجهة الأزمة، فشاهدنا صورة نموذجية لمقدار تحمل المسؤولية، وزراء مال واقتصاد ومحافظو بنوك مركزية وأسواق مالية، في أميركا وأوروبا واليابان وهم في نشاط محموم ومحاولات جادة تسابق اللحظة، لإيجاد حلول وتطمينات للرأي العام لا تنقطع عن البث. كل هذا يحدث والعالم واقف على أطراف أصابعه في حين تبيت السوق المالية السعودية في إجازة، بحبوحة ما أحلاها وفرصة ثمينة ما أغلاها، ولم يتوقف الأمر وبحبوحة الوقت عند هذا الحدّ بل استمر بعد إجازة عيد الفطر، صدفة فريدة ثمينة أخرى، تأخر افتتاح سوق الأسهم السعودية يوماً عن أسواق الخليج، فشاهدنا بالصوت والصورة ما يمكن أن يحدث في بلادنا، هذه المرة كان الدرس إقليمياً. كان درساً أحمر، لكن لم يحضر أحد.
حتى الحضور الإعلامي للمعنيين بالأزمة من التنفيذيين الكبار كان باهتاً أو متخفياً في حال هيئة سوق المال، ومتأخراً كثيراً في حال مؤسسة النقد. للعلم بدأت إشاعات شحّ السيولة وتأثر أوضاع البنوك منذ أول أيام إجازة العيد، فإذا كان الغرض التطمين فلمَ لم يأت في وقته، أليس الغرض منه وقائياً بالدرجة الأولى؟
أما سوق المال السعودية فتثبت يوماً بعد يوم أنها يتيمة، أو كما قلت معلقاً لصديق «ولدوه ونسوه»، ولم يكتفوا بذلك كلما «انفعص أكثر» قال بعضهم إنه أصبح مغرياً وجذاباً!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «عذراً… قد تعثر مرور … آمالكم»

  1. مواطن كتب:

    صياح الخير
    انا شفت تصريح الجاسر نائب مؤسسة النقد وكان تصريحه مطمئن الى ان قال 3 كلمات بعدها نغزني قلبي
    .. قال المؤسسة لديها الوسائل والامكانيات والاليات لادارة الازمة المالية والسيولة …
    هالكلمات ذكرتني بكلام المحافظ قبل كم سنه نفس الكلام قاله عن الاسهم ثمن انهارات الاسهم ولما نرى لا الامكانيات ولا الوسائل والا ليات اللي تحدث عنها بل راينا صمت رهيب
    وياخوفي يكون نفس الشي في البنوك والسيولة ومواجهه الازمة المالية واضرارها علينا لان نفس العبارات قيلت

    بالعربي لم يعد للمواطن ثقة في كلام المسئولين المبالغ فيه حتى ولو كان صدقا فقد تعودنا منها ان يقولوا كلام والافعال عكسه .. وليس معقول ان كل دول العالم تتأثر ونحن لم يطالنا شي لو بسيط والا كنا عباقره المال بالعالم

  2. سليمان الذويخ كتب:

    يا اخي الكريم
    نحن اناس بثقافة غريبة جدا جدا
    لا تقول لي اسلامية ابدا .. فورب السماوات والأرض ان الإسلام عرف العدالة الاجتماعية ومبدأ السواسية في التطبيق و الشفافية التي يتحدثون عنها قبلهم ب14 قرنا فقط لا غير .
    ثقافتنا اشبه ما تكون بذاك الشيء الغريب الهلامي الذي لا تدري اين تضعه ولا تدري ما انت صانع به ولا تدري من اين اتى ولا اين هو متجه وايضا ايضا لا تدري هل هو
    ( قادم او مغادر ) بالبلدي ما تعرف هو رايح والا جاي !

    ثقافة العيب … ومثل ما انت شايف !!
    اذا مسألة ضرورة وجود ادارة للأزمات هذي يجب ان ننساها ..

    من قال لك اصلا ان عندنا ازمات او اننا مرينا بأزمات او اننا ممكن نتعرض لأزمات !!!
    وكل ما هو آت آت ..

    يا اخي انت تتفاول علينا !؟ تتبلى علينا !!! حنا مثل التمره ما نلحس !!
    تطلب ادارة ازمات واحنا اللي نروض الأزمات !؟؟
    يا عجب العجب …
    منين طلع لنا ذا ؟!

    تعال معي بس خل اعطيك هدية العيد بحكم اني مبطي ما شفتك الله يحييك :)

    يا قومُ لا تتــــــكلموا ………..إن الكلامَ محَـــــــــرّمُ

    ناموا ولا تستيقظوا ………ما فــــــاز إلا الـــــنوّم

    وتأخروا عن كل ما ………..يقضي بأن تتقدمــوا

    ودعوا التفهم جانبًا ……….فالخيرُ أن لا تفهـــموا

    وتثّبتوا في جهــلكم …………فالشر أن تتعلمــوا

    أما السياسة فاتركوا ……….أبــــدًا وإلا تندمـــوا

    ان السياسة سرها …………لو تعلمون مُطَلسـم

    واذا أفضتم في المباح ……..من الحديث فجَمْجموا

    والعدلَ لا تتوسموا ………….والظلمَ لا تتجهموا

    من شاء منكم أن …………يعيش اليوم وهو مكرّم

    فليُمْسِ لا سمعٌ ولا …………بصرٌ لديه ولا فـم

    لا يستحق كرامةً ………….إلا الأصمُّ الأبكم

    ودعوا السعادة إنما ……هي في الحيـــــاة توهّم

    فالعيش وهو منعّمٌ ……..كالعيش وهو مـــذمّم

    فارضَوا بحكم الدهر …….مهما كان فيه تحكّم

    واذا ظُلمتم فاضحكوا …….طربًا ولا تتظلموا

    وإذا أُهنتم فاشكروا ………وإذا لُطمتم فابسموا

    إن قيل هذا شهدُكم …………..مرٌّ فقولوا علقم

    أو قيل إن نهاركم ………….ليلٌ فقولوا مظلم

    أو قيل إن ثِمادَكم ………….سيلٌ فقولوا مُفعَم

    أو قيل إن بلادكم ………….يا قوم سوف تُقسَّم

    فتحمّدوا وتشكّروا ………….وترنّحوا وترنموا

    دمت سالما غانما وأسعد الله صباح ومساءك وما بينهما ….. يعني بين العشاوين !

  3. عبد الرحيم بخاري كتب:

    كانت محطة “سي إن إن” الأمريكية تتجاهل سوق الأسهم السعودية في جميع نشراتها
    أما في مطلع هذا الأسبوع فقد كانت في قمة أولولياتها فقط لأن نسبة الإنحسار بلغت 10%

    والمعروف أن هذه المحطة تتولول بأعلى صوتها حين تنخفض أسعار الأسهم في أي مكان في العالم عن نسبة 3% فقط

    وهنا نسمع العجب بأن كل شيء بخير

    والحمد لله على السلامة

التعليقات مغلقة.