عن الهلع والذعر… والوقاية

ننتظر أن تفصح المصارف عن عدد المحافظ الاستثمارية وأحجام مبالغها، التي أُجبر أصحابها على تسييلها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من التداول في سوق الأسهم.
والظهور الإعلامي للمسؤول أثناء الأزمات، بالغ الأهمية.
لماذا؟ الجواب معروف، ظهور المسؤول يعني مقدار وحجم الثقة والشعور بالمسؤولية ويستهدف التطمين ومواجهة الإشاعات، كل هذا تحسباً لما يتوقع من حالات ذعر وهلع… أي الجانب النفسي الذي يعزى إليه ما حصل في سوق المال. ولأنه جانب نفسي، فإن قيمة الظهور الإعلامي تتحدد بالتوقيت المناسب، التوقيت الوقائي الاحترازي، إضافة إلى جانب يشاركه في الأهمية وهو وضوح الرسالة الإعلامية التي دفعت للظهور، بحيث لا تقل محتوياتها عن كشف  ما تمّ وسيتم استعداداً للتطورات والتوقعات.
ولأنه جانب نفسي من غير المفيد التدخل بعد إصابة المصاب بنوبة قلبية، فإما أن يكون قد ودع الدنيا أو ميتاً في ثياب حي.
حسناً إذا كان الذعر والهلع هو السبب… الوحيد، فقد علم الجميع أن حال الذعر والهلع لم تأت بصورة مفاجئة، بل تمت مشاهدة عرض حي مسرحي لها جرى عرضه في أكثر من دولة ونقلته قنوات التلفزيون، وكان من المتوقع أن تسري العدوى، ولم يكن متوقعاً لديّ في الحقيقة ومن تعامل مع أزمات سابقة، أن يتدخل أحد أو حتى يصرح أحد إلا بعد السكتة.
يكرر دائماً أن الاقتصاد السعودي جزء من الاقتصاد العالمي يتأثر بما يحدث فيه، وهذا معلوم لـ «عامة» الناس. وقيل أيضاً قبل إجازة عيد الفطر المبارك أن هبوط سوق الأسهم سببه التأثر بما حصل في الأسواق الأميركية. المعنى أن الاستنتاج البسيط، بعد العرض الدولي والإقليمي حياً على الهواء، أن السوق السعودية ستتعرض لحال هلع وذعر. وضع مثل هذا ألم يستلزم حضوراً إعلامياً مكثفاً خلال إجازة عيد الفطر المبارك؟
في الأيام الثلاثة الأخيرة من تداول سوق المال السعودية، تحول أناس، يعلم الله عددهم، إلى مفلسين، وغيرهم أصبح مطالباً من البنوك.
تخيل معي لو عُمل باقتراح كتبته بداية الأسبوع الماضي، أطالب فيه بإغلاق السوق، ولو لبقية أيام الأسبوع، وجرى خلال الأيام الثلاثة حضور إعلامي مكثف من المعنيين لتطمين المستثمرين والمودعين أيضاً، ألم يكن الحال أفضل!
إن ذلك الاقتراح البسيط جداً، كان يمكن أن ينقذ الكثير ممن انضموا، لاحقاً، إلى قائمة «المفلسين»، ويجنب السوق آلاف النقاط التي هوت بعدد لا أعرفه من البشر، خصوصاً ممن قاتل خلال تلك الأيام بحثاً عن تسهيلات ترفد تسهيلاتهم، ولكن… السيناريو يتكرر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على عن الهلع والذعر… والوقاية

  1. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم

    خرج المسؤول او لم يخرج ……. سيان
    بل ان عدم خروجه افضل بكثير
    عدم خروجه يعني افهموها يا ناس واعتمدوا على انفسكم وتخبطوا كيفما شئتم والنية مطية !
    اما خروجه فما عهدنا الا موزعي مسكنات تمهد لصدمات

    ثم يا اخي خرج قبل يومين مسؤول وفي قطاع وثيق الصلة بما حوله تدندن
    وقال ما لم يقله غيره من فهلوة !!

    قال ان الإقتصادات الخليجية وخص منها السعودي وقال بأنها بعيدة كل البعد عن التأثر بما يجري حولنا ..
    الله اكبر الله اكبر الله اكبر

    ليتني استطيع اقتبس

    والا اقول لك خذ والشكوى لله

    —————————————————————————
    http://www.tadawul.com.sa/wps/portal/!ut/p/_s.7_0_A/7_0_4A7?x=1&PRESS_REL_NO=1805

    قلل نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر من تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي أو على المؤسسات المالية السعودية قياسا على عدم وجود استثمارات مباشرة في تلك المؤسسات المالية العالمية التي شهدت مشكلات قوية في السيولة والاستثمار. وأكد الدكتور الجاسر أن الاقتصاد السعودي لم يشهد أي مشكلات في السيولة ، مشيرا إلى “أن النمو خلال الثمانية الأشهر الماضية أرتفع 21 في المئة مقارنة بـ18في المئة في العام الماضي، كما سجلت الودائع نموا كبيرا يتجاوز 22 في المئة من المعدل السنوي للنمو في ثمانية الأشهر الأولى أكثر مما شهده العام الماضي”. وقال “معدل الإقراض من قبل البنوك العام الماضي كان حوالي 11 في المئة الثمانية الأشهر الأولى لهذا العام ، المعدل السنوي للنمو أكثر من 37 في المئة”. وأكد في تصريح لـنشرة أخبار القناة السعودية الأولى مساء أمس أن هناك سيولة وفيرة في الاقتصاد السعودي أدت إلى هذا النمو وطفرة في الإقراض والاقتراض في السوق المحلي، مشددا في الوقت ذاته على أن مؤسسة النقد العربي السعودي لديها القدرة والإمكانات والوسائل للتعامل مع أي ظروف معينة في السيولة. وبين “أن مؤسسة النقد تراقب السوق وتتابع التطورات بشكل مستمر ودقيق ولديها الاستعداد لتوفير أي سيولة وبالقدر الكافي لو احتاج السوق لذلك”. وأضاف ” كل هذه الأدوات المتاحة الآن للبنوك للحصول على أي سيولة لم تستخدمها، وكذلك لدينا آلية إعادة الشراء أو ما يسمى (الريبو) لم تستخدمها البنوك ولذلك ليس هناك مشكلة في السيولة في الاقتصاد السعودي يمكن أن يكون هناك نمو وثقة كبيرة في الاقتصاد بحيث الطلب على الاقتراض كبير جدا ويتجاوز ما هو متاح”. وعد انخفاض مؤشر سوق الأسهم السعودية ردة فعل غير مبررة بالشكل والقوة التي شهدها ، وقال ” إن المحلل الموضوعي الذي ينظر إلى نسبة الشركات خاصة الرئيسية منها في الاقتصاد السعودي وفي السوق المالية السعودية لا يستطيع أن يفهم هذا الارتباك الكبير الذي حصل في الأسعار”. وخلص نائب محافظ مؤسسة النقد في تفسيره لانخفاض سوق الأسهم إلى القول ” اعتقد أن مسألة العدوى التي حصلت في الأسواق العالمية الأخرى وصلت إلى أسواقنا وتأثرت بها”، ورأى في هذا الصدد أنه يجب تحليل وضع الشركات من منطق السوق الذي تعمل بها. وأكد الدكتور الجاسر أن ودائع البنوك السعودية في حرز أمين

    __________________________________________

    تصريح لنائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي
    2008-10-08 10:34:30 1429/10/08

    اعتذر منك على نشر هذا دون اذن مسبق ولك الحق اخي الفاضل في حذفه ان اردت !

    تقبل تحيتي

التعليقات مغلقة.