قرار الجمارك

تساءل البعض عن مغزى التوقيت في قرار الجمارك السعودية الإعلان عن البدء بتطبيق منع استيراد السيارات «المستعملة» التي لها من العمر خمس سنوات فأكثر، ولماذا بدأ التطبيق الآن بالذات؟ وفي الخبر الذي نشرته الصحف إشارة إلى «البدء باتخاذ الترتيبات اللازمة، للعمل بالتنظيم الذي سبق أن أوصت به لجنة من جهات حكومية عدة ذات العلاقة».
لا أعلم كم من الزمن فصل بين توصية الجهات الحكومية وتطبيق التوصية. الجمارك مدعوة للتوضيح، خصوصاً أن المتسائلين ينظرون بعين «حمراء» لتجار ووكلاء السيارات المصرِّين على أسعار مرتفعة مع انخفاض «مدحدر» وعروض تاريخية سعرية غير مسبوقة في أسواق المنتجين الأصليين، وهو ما دعا بعض المهتمين إلى إطلاق حملة تحث على التوقّف عن شراء السيارات الجديدة عنوانها «خلوها تصدي»، وهي حملة دعت الى التوقّف عن شراء السيارات الجديدة لمدة ستة أشهر، ويواجه بعض تجار السيارات في البلاد ذلك بأخبار يحثون على نشرها في صحف محلية عن زيادة المبيعات الداخلية وارتفاع الطلب. تأتي مثل هذه الأخبار من خلال اتصالات هاتفية ببعض التنفيذيين الصحافيين وتنسب إلى «مصادر السوق»… أو «مصادر مطلعة» من دون تحديد أسماء، مع أن المفروض أن تنسب إلى مصادر «مرتفعة»!
في ما يتعلق بالأسعار يقترح على المهتم متابعة الأخبار والإنترنت ليرى أن العالم ليس قرية صغيرة كما يقال، ربما يتثبت من أن سوقنا كوكب بعيد في مجرة بعيدة يدور بالعكس. والخلاصة أن هناك حرباً تستهدف رأس المستهلك، ففي مقابل حملة «خلوها تصدي»… حملة «يا تلحق أو ما تلحق»، من هنا أتت أهمية إعلان الجمارك ذاك وتوقيته.
الحديث في هذا الشأن يطول ويتجاوز ما يتوقّعه البعض من استفادة الوكلاء من القرار في تصريف المخزون أو تزايد الحجز بأسعار مرتفعة… يتجاوز ذلك إلى أسباب عدم تطبيق القرارات والتوصيات في أوقاتها وما هي المعوقات التي تحول دون ذلك، ثم إن من الأفضل أن تشرح أسباب التوصيات عند البدء في تطبيقها لزيادة الفائدة، إلا أن الأكثر أهمية هو ألا يشعر المواطن بأن جهة حكومية مثل الجمارك تساعد «عن غير قصد» المحتكرين ولو نفسياً… بالإعلان عن إيقاف استيراد!
مع أن في السوق الداخلية شكوكاً حول بعض المستعمل المستورد… واستخدامه الأصلي… وما أجري عليه من تعديلات أو ما تعرّض له من حوادث وتم تجميله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على قرار الجمارك

  1. امجد العبيدالله كتب:

    الله يعطيك العافيه ياكاتبنا الكبير .

    وياخوفي ان القرار اللي تفضلت به يكون بتنسق مع وكالات السيارات خصوصا ان خسائرهم بدأت تظهر للعيان ولكنهم مصرين على المكابره التي لن تدوم حتى بعد موافقة بوش بالأمس لان الموافقه جاءت على اساس مشروط واتوقع افلاس احدى الشركات والاقرب كرايسلر الا في حال اندمجت كما يقال مع جنرال موتورز ..

    في الأصل لو وجد هناك حماية مستهلك لما عمل ملاك وكالات السيارات ماعملوه ولكن دخولنا منظمة التجاره في الطريق ليغير الكثير والكثير من الاحتكار الحاصل .

    تحياتي

  2. سليمان الذويخ كتب:

    بذات القدر الذي ننظر به الى ان العالم اصبح قرية
    اسمح لي ان نردد في موال حزين ( حنا عيال قريّه ..)
    والقرار ليس بمعزل عن الحملة وتأثيراتها
    معروف القصد من الحملة وما اظن القرار كان بمعزل عن اهداف الحملة !

  3. مواطن كتب:

    صباح الخير
    ما اعتقد حمله خلوها تصدي بيكون لها صدى كثير لان حنا مجتمع زي الخوصة نشب شوي ونتحمس ثمن نهون يعني سته شهور ماظن احد يقدر يصمد يتحملها مايشتري سيارة خصوصا وان المستعمل غالي واعطاله كثير .. ان اشوف ان القرار كويس من جهه حمايه البلد من التلوث بالسيارات القديمة واللي فتحو علينا التجار فيها زبالة امريكا من السيارات وصارو يجيبون كل قطعه موتر يلقونه بحواري أمريكا لو مكسبهم فيه الف ريال

    لكن اللي يخسر فيه المواطن اللي يجلس يكد علي الموتر صيانه وقطع غيار اكثر من قيمته واقتصاد البلد اللي يضخ فيه مواد استهلاكيه ماتفيد واخرتها تشليح الحاير … خمس سنوات من اخر موديل يعني سيارات فيها باقي عمر ونظيفة احسن من اللي كان يجي قبل موديلات 80 و 82 قرمبع ملمع ومرشوش بوية وسيارات شرطة مصدمة

  4. أبو مشاري كتب:

    والله يا أ. عبد العزيز حطيت إيدك على الجرح…!!!
    نحن مبليين بمسؤولين لا يحسون بالمواطن أبداً ويعملون من خلف مكاتبهم كأنهم يعيشون في كوكب ثاني
    أما إحساس المواطن فأعتقد أن المواطن قفد فقد الإحساس بإن المسؤولين يعملون للصالح العام، ولك أن تسأل أي مواطن عن اي وزارة فلن تجد من يمدح…
    أبو مشاري

التعليقات مغلقة.