«واليوم نحن نجتمع، وسوف نستعرض نفس القضايا، وعلى الأرجح سنخرج بنفس الاستنتاجات. وينبغي علينا أن ندرك بوضوح أن السلام لن يتحقق بعقد الاجتماعات المتوالية، أو من خلال المفاوضات غير المثمرة، في ظل تجاهُل القضايا الرئيسية للنزاع الخاصة بالقدس، والحدود، واللاجئين، والضمانات الأمنية. ونحن جميعاً ندرك العناصر المطلوبة للحل، كما ندرك أسباب عدم التوصل للسلام».
والمقتطَف جزء من كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ألقاها، وهو يترأس لجنة الاتصال العربية في الاجتماع الأخير مع اللجنة الرباعية الدولية المعنيّة بعملية السلام في الشرق الأوسط، واللجنة الرباعية تمثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، وما سبق هو تشخيص دقيق لما آلت إليه «جهود» اللجنة الرباعية الدولية حيث قنعت الأخيرة بالركض في مضمار الاجتماعات التي تُوصي باجتماعات أخرى إلى ما لا نهاية، وهي «اللجنة الرباعية» التي تمثل ضمن من تمثل دعاة حقوق الإنسان والشفافية والديموقراطية في العالم ووو…! لكن الواقع والنتائج ليست سوى محاضر يعاد فتحها لتُدَوّن نسخ جديدة منها.
وهنا أيضاً اقتباس آخر من الكلمة الشفافة:
«وفي حين أننا نُشيد بالبيان الصادر عن القمة الأوروبية الأخيرة في شأن أولوية الدفع بعملية السلام قُدُماً، فإننا لا نملك إلا أن نعبّر عن حيرتنا من قرار مجلس الاتحاد الأوروبي لرفع مستوى العلاقات مع إسرائيل، وعلى رغم أن بيان المجلس يَدرج اتخاذه لهذا القرار في إطار تشجيع عملية السلام، إلا أنه يقودنا إلى التساؤل: لماذا الاستعجال في هذا الأمر قبل بروز سلوك إيجابي من إسرائيل؟ إن إسرائيل لا ينبغي أن تُكافَأ لنقض وعودها، واستمرارها في أنشطتها الاستيطانية غير المشروعة». انتهى.
في حين تصرّح الولايات المتحدة ليلاً نهاراً بموقفها الداعم لإسرائيل من دون حدود، ويتبارى ساستها بإعلان ذلك والتأكيد عليه، يمارس الاتحاد الأوروبي النفاق السياسي، فيقدم للعرب الكلام المخدّر، في مقابل رفع العلاقات والمصالح مع إسرائيل وحرص مبطن على استمرار تعنتها بل وحمايته، وينطلي هذا النفاق على البعض ممن لا يرون في الغرب سوى ما يعلن عنه من ديموقراطية وشفافية وحقوق إنسان… ولم يسأل هؤلاء في أي تصنيف يضع الاتحاد الأوروبي حقوق العرب، وبالتالي مع نفاق وتدليس مثل ذاك؟ هل يعتبرهم من البشر… لهم حقوق هي مسؤولية من يعلن الدفاع عن الحقوق؟ مارس الاتحاد الأوروبي دور الوسيط «المنافق» علانيةً ردحاً من الزمن، واستقبل بالأحضان وآن الوقت لأن يحاسَب، إذ لا تختلف سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه قضايا العرب عن الولايات المتحدة إلا بالكلام أما الفعل ففي أشد حالات التطابق.