المرأة العاملة

هل تتوافر لدينا بيئة حقيقية مناسبة لعمل المرأة؟ بمعنى هل تساعد الأنظمة المرعية والخطط وأجهزة تنفذها على ذلك ومعها المجتمع بواقعه وسماته؟
جميعاً نردد أن الإسلام كفل حقوق المرأة ورفع من شأنها، هذه حقيقة، إنما هل نلمس ما كفلته الشريعة من حقوق وحماية على أرض الواقع… في الأنظمة والتعامل «التوظيفي» مع شرائح من المجتمع تزداد أعدادها يوماً بعد يوم؟
عندما ترى كيف تستغل موظفات في السعودية مثل بعض المعلمات المواطنات في المدارس الأهلية برواتب بسيطة… متدنية، هي أقل مما تحصل عليه بعض العاملات المنزليات، مع أن تلك المدارس تحصل على دعم ورعاية من الدولة، تستغرب أن يستمر هذا، بل تضطر بعض المعلمات إلى الصرف من جيوبهن على حاجات المدرسة والطالبات… حفاظاً على الوظيفة أو القول بأنها موظفة.
يمكن فهم نشوء حالة موقتة بسبب تصاعد طفرة ما مثلما حصل في تزايد المدارس الأهلية «كنموذج» وحاجات لها، إنما استمرار وضع مثل هذا وتكريسه لا يدعوان إلا إلى الاستغراب!
إذا لم تستطع مثل هذه المنشآت «الربحية» التعليمية أن توفّر فرصاً وظيفية «محترمة ومعقولة» لمواطنات، مع رسوم مرتفعة تتقاضاها من مستفيدين من خدماتها، فإن الفائدة منها انحصرت وتركزت في شريحة محدودة جداً من المجتمع ليس إلا، بل سوّغ هذا الواقع لتلك المنشآت استغلال ظروف وحاجات… إلى حد السخرة أو ما يشابهها.
وفي مقابل بحث وزارة العمل وسعيها لتوظيف مزيد من النساء في القطاع الخاص هي معنية بأشباه العاطلات أو المستغلات على الأصح.
في مقابل هذا الخاص، استمرت أوضاع وظائف البند… والموقت، فأصبحت المرأة العاملة في قطاع التعليم، على سبيل المثال، في حالة عدم استقرار انعكست على أسرتها وأطفالها… أيضاً العمل الذي تؤديه، وهو ما ينعكس على المجتمع.
تقاتل معلمات كثيرات لتحسين المستويات أو للترسيم، بحثاً عن طمأنينة الوظيفة الحكومية واستقرارها، وخوفاً من جشع القطاع الخاص ومزاجية بعض من يديره. البطء في إصلاح هذه الأوضاع وحسمها يزيد من أثر الضرر، لماذا لا يتم إصلاح بؤر عدم الاستقرار هذه؟ لماذا قنع البعض بأنه ما دامت أموره الخاصة «ماشية»، و«مقدوراً عليها»، فإنه يمكن للآخرين الانتظار على أمل لا يعرف متى يتحقق؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على المرأة العاملة

  1. نجلاء التميمي كتب:

    من يوم كنت صغيره وانا احب اقرأ لك وصورتك راسخه في بالي
    وتفاجأت بك في قناه المجد لما شفتك لانك كبرت ..وانا بعد كبرت
    بس برضو مقالاتك روعه :)

  2. هيفاء قطب كتب:

    الكاتب القدير الاستاذ عبدالعزيز السويد الاضطهاد الذي تعانيه المرأة من القطاع الخاص نتيجة حتمية لضعف جهاز الرقابة المالي والاداري عليه تخيل استاذي انا مطوفة المؤسسة التي انتمي اليها المسؤول فيها ملتزم نوعا ما لكن التزامه هذا مابان الا فينا بمنع انشاء قسم نسائي للمطوفات يساعدهم على تخليص معاملاتهم وانهاء
    اجراءاتها اسوة بالبنوك والشركات المحترمة ويرى من وجهة نظره
    ان وقوف النساء في الشارع امام باب مبنى المؤسسة في انتظاره هو شخصيا لعرض مالديهم هو الحل الاجدى من وجهة نظره . واصلاح امثال هذه الاوضاع بتقدير قيمة المرأة في هذه القطاعات التي خلق البعض منها منشاءات ملتزمة ومتحررة ومتطرفة .

  3. سليمان الذويخ كتب:

    كل ما ذكرته يحتاج قرارا سياسيا
    قرار حازم يضع النقاط على الحروف
    المرأة نجحت في التعليم نجاحا مشهودا
    ونجحت كطبيبة وتفوقت وضحت بالكثير
    ولكنها لم تنجح ذات النجاح كموظفة في القطاع الخاص بسبب اهماله من قبل الجهات المناط بها متابعة موظفي القطاع الخاص
    وعلى رأس تلك الجهات وزارة العمل التي بات التخبط سمة ملازمة لها حيال كل ما يمس المواطن!
    عندما قررت الدولة في بداية الثمانينات سعودة القطاع العام ونفذت بحزم وجدنا الآليات تعمل والناس تأمل وتحصل !
    نريد مثل ذلك في القطاع الخاص
    نريد دك حصون منيعة من التنفيع للوافد على حساب المواطن
    وليسمونها ما شاءوا
    تفرقة ؟ وليكن
    اليسوا يفرقون في بلدانهم؟!!
    ما يضيرنا ما يقال عنا اذا كان في سبيل اصلاح شؤوننا؟!

    نحتاج لوقفات ووقفات في القطاع الخاص فالشق بات اكبر من الرقعة!

  4. سعود كتب:

    انا ارى لو تحركوا النسوان شوي بدل انتظار عطف الرجل لحققوا الكثير ولكن نسواننا مساكين متعودين من قرون ان الرجل يجيب لهن كل شيء ولو مافرغ يجيب اكل ماتوا من الجوع …..لن يسمع احد لمطالبكن طالما انتم جالسات وترددون ( الشكوى على الله ) الكثير من النساء متعلمات اكثر من الرجال ودرجات علمية كبيرة ..اذن تحركوا وشكلوا جمعيات وبرامج واستراتيجيات مدروسة للمطالبة بحقوقكن ومطالبكن واولها تنوع التعليم والابتعاث ومصادرالتوظيف وقيادة السيارة والرياضة والاستقلال المسموح به شرعا فستفتح ابواب رزق وابواب اخرى لكن كثيرة .ولكن نصيحة لاتوجهوا مطالبكن ولا تضيعوا وقتكم في جدالات وتوسلات مع المتشديين لان اصلا مالهم اي دور في تعطيل اي قرار يصدر لصالحكن ولكنهم يحبون البلبلة والثرثرة واذا تكلمت الحكومة كلوا تبن …وجهوا جهدكن لاصحاب القرار في الحكومة واقنعوهم بوجهات نظركن واجتمعوا معهم وناقشوهم وستصدر القرارات فورا اذا شافوا منكن عزيمة وقوة حجة …
    انتن لكن حقوق كثيرة ووظائف كثيرة بدل التركيز على التدريس فقط ….الاف الوظائف في مكاتب السفروالطيران والصيدليات ومحلات الديكور وبيع الملابس والاكسسوارات والمصانع والتمريض وكتابات العدل والقضاء والسكرتاريات …الخ تماما مثل الرجل

    بس ودي قبل اختم لو تشكلون لكن هوية محددة في اللبس تعكس دين ووضع البلد فيه احترام للحجاب لانني ارى للاسف ان اكثر البارزات في مجال المرأة عندنا ليس لهن هوية سعودية محددة بل تجدهن سافرات سفور مقزز كأن بهن عقدة من قبحهن وهذا ماافشل جهودهن لاننا في مجتمع مهووس جنسيا وذا راى من المرأة اية حركة غلط اساء الظن بها فورا ولو كانت عفيفة شريفة ….خذوا مثال من التزام المراة بالحجاب في دول اخرى مهما علا شانهن فلا نملك الا ان نحترمهن مثل الكويت وبعض دول الشام وايران ومصر فاولئك جربوا السفور المقزز ثم تركوه عندما عقلوا وبعض نسائنا توهن يعرفون السفور وطاحوا فيه مثل عنز طاحت في مريس او غراب ضيع مشيته وصارت اي وحدة تبرز بذلك الشكل ينظر لها كفاسدة او طلابة هوى ومطمع لضعاف النفوس من الرجال
    الخلاصة …
    1- الاتفاق بين الناشطات على مظهر محدد فيه حجاب يدعو للاحترام بدل الطمع فيهن
    2- تشكيل جمعيات لحقوق المرأة ودعمها ماديا ومعنويا وعمليا بنشاط
    3- وضع خطة عمل واستراتيجية واهداف مدروسة لان الوقت وقت التخطيط والتصميم والعمل بجد ومثابرة وليس وقت الاسترخاء

    هذا ماعندي والاستشارة مجانية هالمرة وسلامتكن

التعليقات مغلقة.