“أبو نعيلة وأبو قذيلة”

في أحد المقالات قارنت بين “أبو نعيلة” وأخيه “أبو قذيلة”، الإجراءات التي قامت بها بعض البنوك أخيراً، أعادت “أبو نعيلة” إلى واجهة الشاشة، في الحقيقة هو لا يغيب عن الشاشة، لكنه “يستحي”، وعيناه في نعليه! فلا يلحظه أحد، و”النعيلة” تصغير للنعل، حذاء رخيص – أعز الله الجميع -. بعضهم يسميه “شبشباً”، وبعض آخر يسميه “صرماية”، وفي زمن سابق كان اسم نوع صيني منه “زنوبة”، وهي تلك التي “تطرطع” عندما يمشي صاحبها، تختلف المسميات بحسب اللهجات، أقول هذا حتى لا أجرح شعور أحد ما.
قررت بعض البنوك وضع شروط مادية عالية السور لفتح محافظ الأسهم، وشروط أخرى للتمتع بتداول الأسهم من خلال الانترنت، وشروط ثالثة للتداول في الأسهم الخليجية، كل هذا يتم بمباركة الصمت المشهور عن “ساما”، ولا يمكن أن تطالب من يعيش في غيبوبة بالحديث والتعليق، وقلت سابقاً “لا حياة لساما”، ولأن الكاتب لا يستطيع تغيير الواقع الأليم، الذي تحدثه البنوك في الاقتصاد والمجتمع، وله انعكاسات سلبية متزايدة منها الأمني والنفسي… والوطني! سيصحو بسببها النائم مثلما استيقظنا يوماً على واقع البطالة والفقر، والحديث عنهما سبق ذلك بزمن طويل.
أقول إن الكاتب أمام صمت الهرم الكبير “ساما” ودلال أبنائها “المربربين” من البنوك، ليس له إلا الضحك على شر البلية.
تواجه البنوك مشكلة كبيرة، إذ وضعت تصنيفاً للعملاء، يبدأ بالماسي ثم الذهبي يعقبه الفضي وربما الخشبي، ولم تضع تصنيفاً “لأبو نعيلة”، لهذا فهو “ناشب” في حلقها، مثل “علك سائح” التقطه ثوب أحدكم في صيف الرياض، لذلك هي تمطه مرة إلى اليمين ومرة إلى الشمال، وتغسله بالكاز إلا أن أثره يبقى، تم مضغ العلك حتى فقد حلاوته، وبقي أن يرمى هناك… في تلك السلة التي تعرفونها أسفل مكاتبكم.
لكن “أبو نعيلة” صعب وهو في حالة الذوبان، مثلما هو صعب في حالة اليبوسة، وعقله ناشف في الشتاء والصيف، والسبب أنه يراقب ويتابع أخاه “أبو قذيلة”، يدفعه لذلك الأخبار وارتفاع الأسعار والوعود بالتوعية والتثقيف الاستثماري، ولا يعلم أنه يتم دفعه دفعاً للدخول إلى صناديق البنوك، حتى تزداد الجيوب الشحمية تورماً، فيتم تغيير اسمه من “أبو نعيلة” إلى “أبو بطاقة”.
تصف إحدى الأغاني القديمة “أبو قذيلة” بأنه “وش حليله” أي أنه مملوح، هذه الأغنية وغيرها تم بيعها على “أبو نعيلة”، والأخير صدق بسذاجة، فقام بتسريح شعره، ووضع “قذيلة” لكن الهواء لا يحركها كما يفعل مع “قذلة أبو قذيله”، لأن “قذلة أبو نعيلة” ناشفة مثل محفظته، وواقفة كلوحة إعلانات، فهو لا يعرف من الشامبو سوى ما يستخدم لكسر حدة الأقمشة والأشمغة، “أبو نعيلة”… ترقبوه… عينه على “أبو قذيلة” وقد قرر أن يلبس “جزمة”!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.