اختراع للمخترعين

المخترعون من المظلومين في بلادنا، وهم على قلتهم يعانون الأمرَّين، فلا المجتمع يشجع بالصورة الحقيقية ولا الجهات الرسمية، على رغم كل المنشور في الإعلام عن الحفاوة بهم، وإذا وصلت اختراعاتهم إلى الإعلام ونشرت صورهم مع بعض المديح فإن هذا هو أقصى ما يحصلون عليه، غالبيتهم في اللقاءات الصحافية يطالبون رجال الأعمال والشركات الكبرى بتبني أفكارهم، لكن لا أحد يذكر استجابة مهمة، بالنسبة إلى بعض الجهات الرسمية المعنية فإن غاية المنى هي الحصول على جوائز ومراكز متقدمة في ذاك المعرض وتلك المسابقة، لرفع علم بلادنا الغالية عالياً، كما يقال في التصريحات، ومن الممكن رفع العلم الأخضر من على سطح المنزل، الرفع الحقيقي للعلم الأخضر يأتي بتطبيق الاختراعات والخروج من أسر الوهج الإعلامي والاحتفالي إلى الإنتاج الحقيقي في الميدان، لكن الوصول إلى مثل هذا الهدف أمر في غاية الصعوبة، ليس بسبب الإمكانات بل بسبب الإدارات.
وشخص مثلي يحتفي بكل اختراع مفيد للبشر، يحمد الله تعالى أنه ليس مخترعاً، وإلا لكنت أعاني مثلهم، ومن الصعب على الإنسان التفكير بالهجرة بسبب صعوبات إدارية يأمل مع إشراقة شمس كل يوم أن تتبخر.
التفاؤل صفة حميدة، لكن ما بالنا كلما تفاءلنا نعود إلى نقطة البداية أو تحتها؟
 نشرت صحيفة الشرق الأوسط لقاءً مع رئيس قسم المخترعين في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين محمد عبدالعزيز الخميس اشتكى فيه من نظام البراءات الجديد، واستنتج أن تطبيق النظام يعني إسقاط آلاف من براءات الاختراع، ربما يقصد الطلبات القديمة المركونة منذ سنوات في أدراج الإدارة المعنية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ويقول الرجل: “إنه منذ إنشاء إدارة براءات الاختراع في مدينة الملك عبدالعزيز قبل 17 عاماً قدمت إليها آلاف الطلبات ولم يبت إلا في ثلاثمئة طلب فقط”، لمدير الإدارة في مدينة الملك عبدالعزيز رأي آخر في عدد الطلبات التي تم البت فيها، إلا أنه يؤكد الاستنتاج السابق الذي وقع مثل الصاعقة على أصحاب الطلبات من المخترعين، قال شايع الشايع: “إن النظام الجديد قد يسقط بعض الطلبات التي تم التقدم بها”… المعنى أنه سيتم استبعاد ما لا يتوافق مع نصوص النظام الجديد، على رغم أن الطلبات قدمت منذ زمن طويل!
الخميس تعرض بالتفصيل لبعض نصوص النظام والحرص على تسديد الرسوم بأثر رجعي! عند الدفع دائماً يتم التطبيق بأثر رجعي!
لا أطيل عليكم، هكذا نحتفي بالمخترعين بعد سنوات طويلة من انتظارهم براءة الاختراع، ونريد أن نتطور ونوطن التقنية!!
اختراعي الذي أقدمه للمخترعين يتلخص في عبارة واحدة “اذهبوا إلى ديوان المظالم وارفعوا قضية على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية” ديوان المظالم أثبت غير مرة أنه “يبيض الوجه” ويعيد الحق لأصحابه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.