في الرد الذي نشرت أمس أجزاء منه، أشارت الإدارة الإعلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى جهود المنظمة في قضية المجاعة، التي يتعرض لها سكان النيجر، من خلال البيانات والنداءات التي أصدرها أمينها العام، ومن الرد هذه الفقرات المهمة: “انه من غير المنطقي أن نلوم أو نعيب على منظمات العالم الإسلامي، وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي… عدم قيامها بواجبها أو اتهامها بالتقصير، من دون أن نلوم إعلاماً لا يولي هذه المنظمة ما تستحق من عناية واهتمام.
صحيح أن منظمة المؤتمر الإسلامي مرت بفترة ركود، وغابت عن الساحة الإعلامية طويلاً، بسبب ممارسات سابقة، تمثلت في الانعزال، وعدم إعطاء الجانب الإعلامي الاهتمام الكافي… لكن الحقيقة أيضاً أن هناك توجهاً جديداً – ضمن برنامج الإصلاح والتطوير الذي انتهجته المنظمة منذ بداية العام الحالي – يؤكد تأسيس علاقات تفاعل مستمر مع الإعلام ووسائله والاستفادة من تقنياته، للتعريف بدور هذه المنظمة، ومواقفها وجهودها في نصرة قضايا العالم الإسلامي”. انتهى.
فترة الركود التي عانت منها المنظمة ومثيلاتها، على رغم الأخطار والحروب والاستهداف الذي يتعرض له العالم الإسلامي دولاً وأفراداً، هي من الأسباب الرئيسة التي رسمت ورسخت انطباعاً عنها، لا يتجاوز الحقيقة، ونحن بانتظار ما سيسفر عنه برنامج الإصلاح، لكن هناك حقيقية معروفة عند التعامل مع الإعلام، وهي أنه لا يجب انتظار تفاعله مع جهود المنظمة بل يجب تسخيره، والوسائل والأدوات الإعلامية لتحقيق هذا الهدف أكثر من أن تعد، لن يكفي الاعتماد على الأخبار والبيانات الرسمية التي لا تهتم بها الصحف ووسائل الإعلام، وتشكو إدارة الإعلام في المنظمة من عدم مبالاتها. وفي قصة مجاعة النيجر وقبلها كارثة تسونامي، وغيرهما مما يتعرض له المسلمون، كان إعلام المنظمة متأخراً بل ومعوقاً حركياً.
في مأساة مجاعة النيجر، كان يمكن لصورة واحدة منتقاة بعناية أن تدفع وكالات الأنباء، إلى وضع هذه المجاعة في قلب الحدث العالمي، لقد تجاوز الإعلام البيانات الرسمية، وخذ مثالاً طازجاً يحدث الآن في مكة المكرمة، إذ يجتمع 80 مفكراً إسلامياً، لمناقشة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، ومن ثم صياغة توصيات لمؤتمر القمة الإسلامي المقبل، هذا الاجتماع نتيجة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
تصور أن اجتماعاً مهماً مثل اجتماع مكة المكرمة، قد يختصر في خبر أو خبرين أو بيان بالتوصيات، إذا قدر لنا أن نقرأها، على رغم أن هناك عشرات الطرق لاستثمار هذا الحضور، وإرسال رسائل للعالم أجمع عن العالم الإسلامي وكيف يفكر.
انتظار وسائل الإعلام لن يجدي، بل يجب تحفيزها وجذبها وفتح الأبواب لمراسليها، لمقابلة هؤلاء المفكرين بكل حرية ومرونة، أو أن ركود المنظمة سيتسمر وتأثيرها سيبقى أسير الجمود.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط