ليلة العيد لا تختلف كثيراً عن الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، الكل يحرص على المعايدة قبل الزحمة، يقولونها في رسائل الهاتف وفي الاتصال، الأولوية مهمة لديهم، والزحمة فيهم بل هم وسطها وجزء من تفاصليها، أسباب الازدحام لدينا تنحصر في أننا غالباً نفكر في عمل الأشياء نفسها في الوقت نفسه، وهذا الوقت دائماً هو آخر وقت في شراء الحاجيات في السفر، في استخراج الأوراق، وغيرها كثير من الأمور، الأمر المختلف الوحيد في ليلة العيد هو الازدحام على الخياطين والحلاقين، يكتشف الناس أن شعورهم طالت فجأة وهي بحاجة للتهذيب، لذلك كثير من الناس يتنفسون الصعداء في اليوم الثاني للعيد بعد انتهاء الحاجات والالتزامات الاجتماعية، والتوتر والعجلة ومعها الازدحام، وكأن الدنيا طائرة على وشك الإقلاع، وهذا هو العنصر المشترك، لا يغير العيد كثيراً في الأنفس مثلما لم يغير الشهر الكريم، مثلما هو الحرص على الأولوية في المباركة أيضاً حرص الأولوية متجذر في التعاملات، سواء وأنت على صهوة السيارة، أو في محل تجاري.
نحن لا نخطط، هذا صحيح، ولا نعرف الكثير عن استثمار الوقت… أيضاً هذا صحيح، وإذا تفحصنا كيفية نشوء الزحمة في مجتمعنا نجد أنها تحدث كثيراً من غير سبب حقيقي، أي تجمع يدفع جموعاً أخرى لزيادة الازدحام.
والرياض المدينة التي عادة يخف ازدحامها في الأعياد بسبب عدم توافر عناصر الجذب بدأت تتغير، وأصبحت توفر كل سنة فعاليات أكثر وأفضل، وشاهدت في أول أيام العيد وجوداً امنياً مكثفاً من رجال الأمن في الطرقات الرئيسة وهو أمر محمود، وجهد يشكرون عليه، لكنهم، أعاده الله علينا وعليهم، ما زالوا ينتهجون الأساليب المرورية القديمة نفسها، إقفال أجزاء من الطرق بسياراتهم وإجبار أصحاب السيارات على التناثر يميناً ويساراً، فغير مهم تسهيل مقاصد هؤلاء بل الأهم نثرهم بعيداً، الأصل هو فك الازدحام، وهو ما يشير إلى حاجة قصوى لوسائل النقل الجماعي، خصوصاً أن الدعوات لحضور الفعاليات تصل لسكان الرياض وضواحيها من مختلف وسائل الإعلام، لكنهم لا يستطيعون الوصول بشكل مريح، وإذا وصلوا تصبح سياراتهم مشكلة بالنسبة لهم.
على رغم هذا فإن عيد الرياض أصبح مختلفاً، كل عام يزداد عدد البرامج الترفيهية، وأصبح الناس يطالعون فعاليات كانوا يتمنونها في زمن مضى، بقي أن نيسر لهم المشاركة فيها، وهذا لا يقلل من الجهود الكبيرة التي تقوم بها أمانة مدينة الرياض، فلكل العاملين المخلصين بها الشكر، وفي الوقت الذي يعيش الناس أيام العيد يقف إخوان لهم على رأس العمل من أمانة مدينة الرياض والمرور والشرطة لخدمتهم، لهؤلاء جميعاً نقول شكراً، وكل عام وانتم بأحسن حال.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط