“طرطعان”

صورة طريفة ومعبرة من حملة شرطة الرياض على باعة الألعاب النارية، الصورة لرجل امن يدفع عربة عليها كراتين من الألعاب النارية المصادرة، وفوق هذه الكراتين “انسدحت” البائعة وهي تحتضن البضاعة، ورجل الأمن يدفع العربة  بكل الحمولة، البضاعة والبائعة المتشبثة بحلالها الناري.
 الصورة نشرتها جريدة “الرياض”، والحملات على باعة الألعاب النارية حملات موسمية، وكثرة هذه السلع تبين أن هناك مصادر كبيرة تتمكن كل عام من إيصالها  إلى الأسواق.
 أخطار هذه الألعاب معروفة، من التشوهات التي تحصل للأطفال، إلى إزعاج السكان، وماذا يفعل الأهل أمام إلحاح أطفالهم لشرائها، و”التمتع”! بإشعالها ومراقبتها، والضحك على ردود فعل الآخرين من المارين في أمان الله، وأتذكر أنني دعيت قبل أشهر إلى مناسبة خاصة أقيمت في استراحة، وأراد الداعي أن يضفي البهجة على الضيوف ويمتعهم، فأحضر مختصاً في هذه الألعاب وأطلق نافورات نارية في الفضاء.
المضحك، أن بعض الاستراحات الملاصقة قامت بالرد على هذه الألعاب النارية بمثلها، وهو ما يعني أنها صارت لغة للتخاطب، كما أنها متوافرة في الأسواق طوال العام، الفارق أن الطلب يرتفع عليها في الأعياد، وقد يجد الأطفال متعة في هذه التشكيلات الضوئية النارية، وهم لا يستطيعون معرفة أخطارها، هنا، أعتقد أن من الواجب علينا البدء بحملات توعية بالأخطار، ويكون ذلك باستخدام صور الأطفال الضحايا التي تبين  الأضرار التي تعرضوا لها، وعرضها في لوحات الإعلانات على الطرقات ووسائل الإعلام، خصوصاً قبل المواسم.
من جهة أخرى لا أعتقد أن المتنزهات وأماكن الترفيه في حاجة لمثل هذه الألعاب أو العروض النارية، خصوصاً أنها تشعل وتطلق وسط جموع من الحاضرين، وحتى لو كانت تدار من قبل مختصين وضمن شروط السلامة، إضافة إلى أصوات الانفجارات التي تستمر إلى وقت متأخر من الليل، وينزعج منها السكان، تكون محرضاً للأطفال في الأحياء المجاورة للبحث عنها واستخدامها، وقصص الأطفال الذين فقدوا أعينهم وتشوهت وجوههم أكثر من أن تعد، وفيها العبرة للتوعية والتحذير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.