بحثاً عن المسؤول

إذا عمت تجمعات المياه وسوء التصريف المدينة، تختفي تراشقات الجهات الحكومية عن مسؤولية هذا عن تلك، في الأمطار الأخيرة على العاصمة، غابت التوعية الآنية بأوضاع الطرقات والأنفاق، فالغرق مع الجماعة رحمة!
يرد صديقي العزيز على مقطع أرسلته له، أن الحوادث تحصل في كل بلاد العالم، نعم يا عزيزي هي كذلك، لكن دول العالم المتحضر تستفيد من الحوادث بمنع تكرارها، وهو ما لم نصله حتى الآن.
لنترك غرق وفيضانات جسور على أنفاق، ونعود إلى مقطع صوّره مواطن لحفرة في الدائري الجديد بالرياض، خفس في الأرض المسفلتة من دون حماية وسائل سلامة، سقطت فيها كما ذكر المواطن أسرة، وظهرت صورة لسيارة مهشمة، ولا ندري عن التفاصيل، إنما هو ذكر في المقطع أنه قدم بلاغات لأكثر من جهة، منها أمانة مدينة الرياض وإدارة المرور قبل الحادثة، نريد تحقيقاً من إمارة منطقة الرياض أين ذهبت هذه البلاغات؟ وهل أحيلت إلى وزارة النقل، أم حفظت في الرد الآلي؟ نريد تحديد المسؤولية حتى لا تتكرر المآسي.
إذا أردت الإلمام بحال التجزر الحكومي، انظر في مرجعية الطرقات في المدينة، أنفاق وجسور ومخارج، هذا تابع لتلك وذاك تابع لذيك! لذا أقترح حلاً للمشكلة، بهدف الحفاظ على سلامة السكان ومستخدمي هذه الطرق من الموت والإصابات، وتحديداً لمسؤولية كل جهة، واختصاراً لسرعة وصول البلاغ، أن يتم تلوين الطرقات والجسور، يختار لون لوزارة النقل، ولون آخر مغاير لأمانة مدينة الرياض، ولون ثالث مختلف عن الاثنين الأولين لهيئة تطوير منطقة الرياض، الألوان للتمييز. تبقى نقطة صغيرة ستتحول إلى كبيرة في ظني بسبب نهج التنسيق الحكومي، وهي الحذر من تدخل الهوى الرياضي بأندية كرة قدم وشعاراتها في اختيار الألوان، التنبيه حتى لا تحدث «هوشة» على اختيار الألوان، خصوصاً إذا ما دخل «التشجيع» على الخط.
من غير المنطقي والمعقول وأدنى مستويات الإدارة ألا تكون هناك غرفة طوارئ مشتركة تجمع هذه الجهات مع بعضها لتلقي البلاغات وإحالتها للجهة «المالكة» لهذا الشارع أو ذاك المخرج، من غير المقبول أن يدفع السالك للطريق هو وأسرته حياته ثمناً أو أملاكه بسبب حساسيات بين إدارات حكومية، وربما أشخاص يديرونها.
من الفشل الإداري أن يتكرر هذا منذ سنوات من دون حل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.