مع سائق الأجرة!

يضحك سائق الليموزين وهو يروي تجربة صديق يعمل معه في المؤسسة نفسها، وبعد استئذانه في أن يقله معي على الطريق مع ما يعني ذلك من تغيير في مسار الوجهة قال إنها المرة الخامسة التي يحجز المرور سيارة زميله في ضاحية لبن، وهو سيوصله إلى هناك من الشرق إلى غرب العاصمة، كمساعدة من صديق، يجيب على سؤالي عن سبب الحجز بأن المرور يخالف سيارات الليموزين التي مضى عليها أكثر من خمس سنوات، يضعها في الحجز ثم تدفع المخالفة ليأخذها السائق مرة أخرى للتجوال في الشوارع إلى حين تتم مخالفتها مرة أخرى وهكذا، مصدر دخل «مخالفاتي» مستدام، ضحكت مع السائق ولماذا لا أضحك فأنا مثلكم لا اعرف كيف تتم مخالفتها ثم تعود للخدمة؟ لكن رائحة «الكبسة» من مطعم نمر به تعيدني لسؤاله عن أحوال «السوق» وبعد أن حمد الله تعالى على نعمته، قال إنها في تراجع، خفض صاحب المؤسسة «الرسم» اليومي عشرة ريالات تماشياً مع انخفاض دخل التجوال اليومي، يبدأ هذا التجوال من بعد صلاة الفجر الى ما بعد الظهر وبعد راحة قصيرة وغداء سريع يستأنف التجوال الى الليل في المدينة المزدحمة، لكن السائق أشار بامتعاض خفي الى ان مؤسسات أخرى خفضت 30 ريالاً على سائقيها، حول التجوال تذكرت ان وزارة النقل أعلنت مراراً عن «برامج» لإيقافه، تذهب البرامج ربما مع ذهاب الوزراء، ألتقط من محرك البحث تصريحاً للوزارة أيام كان وزيرها جبارة الصريصري، عنوان التصريح «نظام حاسوبي لتتبع سيارات الأجرة وحظر التجول للبحث عن الركاب بعد الحج المقبل»، هذا في عام 2012، لا أعلم لماذا إذا تم الوعد بعد الحج لا يتم الوفاء به؟ أفكر أننا بحاجة لنظام حاسوبي لتتبع التصاريح الرسمية ربما يتحقق منه حفاظ على البيئة من استهلاك ورق وعلى الثقة بوعود رسمية.
وهو يتحدث عن انخفاض الدخل ينظر السائق الى جسر تحت الانشاء من مشروع المترو يكاد يقول إن هذا هو السبب على رغم أنه لم ينجز وما زال أمامه سنوات.
يختلف سائقو سيارات الأجرة، فيهم من يسهل التحدث معه، وفيهم خلاف ذلك، إلا أن معيشتهم البسيطة متطابقة تقريباً أغلبهم بسطاء، إنما القاعدة ألا تستخدم سيارة سائقها يمضغ أو يخزن «التمبل» فالرائحة لا تطاق وهي تهب عليك مثل عجاج قبل أن يصل استفساره عن وجهتك إلى مسمعك، كما أنه من مصادر التلوث المتحركة.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.