قناة هابطة

لا يذهب تفكيرك إلى البعيد وتتخيل قناة فضائية لأنك ستعد وتغلط، القناة الهابطة هي ما تعاني منه سوق الأسهم السعودية، الوصف لمحلل فني تميز به عن غيره، وهو استوقفني، إذ القنوات الهابطة تحيط بنا من كل جانب، ثقافياً، فنياً، صحياً ومالياً، لم يجد السعوديون في الأيام الأخيرة سوى السخرية من سوق الأسهم، تطور الأمر من سوق “الفالنتاين” إلى مذبحة الأسهم، رجل الشارع قال لي بحزن ان الخسارة موجعة حتى في لعبة “الكيرم”! فكيف بالحلال، قبل القناة الهابطة كان المتداولون يستظرفون بعض مصطلحات التحليل الفني لسوق المال، “الشموع اليابانية” التي انطفأت واستعيض عنها بعيدان الكبريت بحسب قدرة تحمل أصابعك للحرارة ، أما “الرأس والكتفان” فقد أصيبت بالشلل ولم يعد هناك “لا كوب ولا عروة” فكان على من يريد الشرب أن يغترف ساخناً بيديه، ويكاد سوق الأسهم يتحول إلى كل سهم بريالين، قلنا لهم عن التجزئة وخفض سعر الإصدار بريال واحد ولكن لا حياة لمن تنادي.
وصل الأمر بالمتضررين من حمى ضنك الأسهم أو سوق “الحسايف” كما وصفته سابقاً، إلى الذهاب بعيداً في السخرية، أصدروا بياناً من القاعدة تعلن فيه عن ضرب سوق الأسهم! بل فكروا في تحويل الأسهم إلى قيمة عينية وكل شركة وما لديها، من يملك سهماً في “المواشي” سيحصل على تيس، ربما يرفق معه “كتالوج” عن طريقة الحلب، والفوائد المكتشفة في حليب التيوس، اغسل يديك بالماء والصابون، تطلع حولك لئلاً يكون هناك طيور مهاجرة أو داجنة، أحضر “سطلاً” وابدأ الحلب وقليل مستمر خير من كثير منقطع!
قائمة الأسهم العينية طويلة، من لديه سهم زراعي يحق له “الرعي” لمدة شهر، ويتيح سهم “الدوائية” الحصول على بعض منتجاتها وأنت وحاجتك! القائمة الطويلة لم يرد فيها سهم أي مصرف والسبب معروف!؟
سيخف اللون الأحمر تدريجاً لكن سيبقى المعلقون هناك في “الفوق”، تم تعليقهم من رقابهم في سيرك الأسهم مشكلتهم أنهم لم يعلموا عن القناة الهابطة في الوقت المناسب مثل آخرين يملكون المعلومة، وجلسوا غير مصدقين يستمتعون بحفلاتها وبرامجها المتنوعة، التوصيات على “قفا من يشيل”، ووسطاء التوصيات أكثر من العاطلين عن العمل، فوضعوا ممتلكاتهم معتقدين أن هذه سوق رسمية تحميها الحكومة فكان ما كان، وكأننا في شركة رسمية لتوظيف أموال الأسهم، في الجانب الآخر من السيرك يجلس متفرجون يستمتعون بهذه المناظر، كأنهم يقولون: “تريدون الصعود إلى فوق.. حسناً.. سنقيدكم  فوق.. وننتظركم تتوسلون النزول”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.