أخيراً تم الاعتراف بتخلف نظام تداول الأسهم السعودية، جاء الاعتراف ينشد التطوير! وأطرف ما في البيان الذي صدر عن الهيئة هو سيرة “الاستراتيجيات”، لصورة أوضح للقارئ غير المتابع، جاء في البيان الآتي “أقرت هيئة السوق المالية السعودية برنامجاً استراتيجياً لتحديث وتطوير الأنظمة التقنية المستخدمة في السوق المالية السعودية (تداول). ويتضمن البرنامج مجموعة من مشاريع تطوير وترقية وتوريد أحدث الأنظمة الإلكترونية، المستخدمة في كبرى البورصات العالمية”.
للمعلومة نظام تداول هو أحد أسباب مشكلات السوق المالية السعودية، لكنه ليس السبب الوحيد! وبسبب مذبحة الأسهم، أو كثرة “الكتشب” كما يحلو للمتعاملين وصف المؤشر الأحمر، لهذا السبب في ما يظهر لي، تم تقديم النظام قرباناً وحيداً للشاشة الحمراء، المثير للدهشة أن هذا النظام كان الحصن الذي لا يمس قبل أيام فقط، بل انه وعلى قناة العربية اتهم بنك بتعطيله بسبب الأوامر، للمعلومية أيضاً، كانت الكرة ترمى دائماً إما في سلة نظام تداول أو أنظمة البنوك وثالثاً شركة الاتصالات، وذلك بحسب الطرف الذي يقذف بالكرة، أما الكرة فهي المتداول الصغير، ولأسابيع متوالية كانت سوق المال السعودية تقفز إلى الأعلى بجموح، نسب وبلايين تتضاعف يومياً، والنظام ماشي الحال والهيئة صامتة، وعندما انحدر المؤشر واستمر في الانحدار، لم يكن هناك سوى نظام تداول لتقديمه كبش فداء، هذا لا يعني أن النظام جيد، فمنذ سنوات وأنا أكتب عنه وعن قصته، لكن الاعتراف الذي جاء على شكل “تطوير استراتيجي” جاء متأخراً مثل قرارات الهيئة الأخرى، قلت سابقاً إن السوق تسبق قرارات الهيئة بمراحل. فأين هذه النظرة الاستراتيجية من قبل ومن نظام لم يتمكن من الخدمة إلا لسنوات تقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، والأخطاء والخسائر التي سببها العمل بهذا النظام من يتحملها، الكرة طبعاً جاهزة لتحمل الركل.
هل يمكن أن نرى تحقيقاً يساءل فيه ويحاسب من لبس طاقية هذا “النظام الإلكتروني” لسوق المال السعودية؟ وقصة النظام معروفة للمختصين والمتابعين، والشركة التي أنتجته معلوم ما آلت إليه، إذا تم هذا، يمكن تقدير الحديث عن النظرة الاستراتيجية في بيان الهيئة، إذا تم هذا، يمكن الاطمئنان نسبياً إلى أن المستشارين لن يشيروا مستقبلاً بما هو أسوأ من هذا النظام الالكتروني، وإذا تم الرد بأنه جزء من تركة مؤسسة النقد، فنحن نعلم أن في هذه الهيئة كثيراً من “ساما”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط