الحمد والشكر لله تعالى أولاً وأخيراً، ثم لخادم الحرمين الشريفين، أبي متعب الذي تجاوب مع شكاوى المتضررين من إيقاف مشاريع مجموعة الدريبي، وأنهى القضية بقرار حكيم.
كان المساهمون في مشاريع هذه المجموعة يعيشون في ضيق ويأس، وكنت ممن استقبلوا كثيراً من الشكاوى والاتصالات منذ الإيقاف، والحمد لله تعالى أن وجدت جهود إصلاح الأمر وإيقاف الضرر حتى لا يستفحل نتيجة ايجابية، وللعلم فليس لي ولا لأحد من أسرتي، والحمد لله، ريال واحد لدى هذه المجموعة، لكن واجبي حتّم عليَّ التفاعل مع قضيتهم، مثل قضايا أخرى لا تخفى على المتابع لهذه الزاوية.
والكرة الآن في ملعب مجموعة الدريبي، وعملها من الآن وصاعداً سيكون تحت المجهر، كل من يعمل بإخلاص ليفيد ويستفيد أتمنى له التوفيق. وبعد أن أزال خادم الحرمين الشريفين هذه الغمة عن أفئدة الآلاف من المساهمين وفيهم من فيهم من البسطاء.
ويلتمس المواطنون أن تزال غمة أخرى أكبر وأعم طاولت الملايين من المواطنين وما زالت، إنها غمة الـ30 في المئة التي سنّت سنّة غير حميدة، قاعدة الثلث هذه فيها ظلم كبير على الغالبية من أبناء الوطن، وفيها استئثار واضح فاضح من القلة، وخطورتها لا تنحصر في الاحتكار فقط، بل لها خطورة اجتماعية مستقبلية كبيرة، إنها تحول المجتمع إلى طبقتين، واحدة تتربع في الثريا والأخرى تقبع في الثرى، فكيف يمكن لنا أن نستشرف أثر هذا الشرخ الاجتماعي الخطر على مجتمعنا ونصمت.
من لا يريد طرح شركته إلا بهذه النسبة فهو حر وليحتفظ بها هنيئاً مريئاً، سوق المال تحكمها الدولة وأدواتها التنفيذية، وخيرها يجب أن يعم المواطنين، فلا يعقل أن يؤسس بعض القادرين من المواطنين شركة ثم يسترجعون أموالهم وفوقها أرباح ضخمة ببيع جزء يسير منها للغالبية، فلا يحصل هؤلاء منها سوى على الفتات، لا يعقل أن تكون ظهور البسطاء هي الوسيلة الوحيدة لمن يفكر في أقصر طريق للثراء، والسبب سنّة لا نعلم من سنّها.
هذه الغمامة السوداء التي تلف اقتصادنا، وتصيب قلوب البسطاء منا بالحسرة، هي التي دفعتهم للتقاتل والسفر والمبيت على أرصفة الجيران، وهي التي خدشت كرامة المواطن وأساءت إلى صورته في الداخل وفي الخارج، نلتمس إزالتها قريباً بحول الله.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط