المفاجآت الموسمية!

ما ان يُنشر مقال عن الخطوط السعودية وأحوال المطارات الإدارية حتى تنهال رسائل ساخنة من ركاب وموظفين. الأسبوع الماضي نشرتُ مقالاً بعنوان “سباق القفز على الحقائب” في مطار الملك خالد في الرياض، في اليوم التالي انتشرت على الإنترنت أصداء حادثة قيل إنها وقعت في صالة المطار، لم أستطع الحصول على توثيق لها لأذكرها. أما عن تأخير الرحلات فحدّث ولا حرج. وللعلم فإن تأخير الرحلات ينعش مكالمات الجوال. كثير من العالقين في المطارات يلجأون إلى الجوال بحثاً عن واسطة أو “تنفيس”.
أعود إلى القفز على الحقائب، والسبب أن القارئ أحمد عبدالرحمن ناضرين من جدة، أرسل يوضح أحوال الحقائب في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، لنعلم أن حال مطار الملك خالد أفضل، حتى كتابة هذا المقال!
نقرأ لأحمد: “بمجرد وصولي للمطار احتجت إلى عربة لحمل العفش من بوابة المطار إلى الميزان، فإذا بي أفاجأ بطلب العمال مبلغ عشرة ريالات للعربية، وعندما تُوَافِقُ مضطراً يذهب معك العامل للميزان داخل الصالة، وهناك يطلب مبلغ خمسة ريالات عن كل شنطة، وعندما تحتج بأنك دفعت عشرة ريالات في البداية، فإن جوابه جاهز: الريالات العشرة تذهب للشركة المسؤولة عنه. المسافة بين بوابة المطار والميزان لا تتعدى المئة متر فما هذا الاستغلال غير الإنساني؟” انتهى.
هذه – يا أحمد – تجارة، وتصنف تحت بند “التشغيل” أو المناولة، وهي على الورق تشغيل الصالة، وفي الحقيقة تشغيل العمالة! إذا أردتها مناولة فهي مناولة المال للعمال، ومِن ورائهم هياكل تسمى شركات، أعتقد أنك محظوظ، فلو ذهبت للمطعم بجوار “كاونتر” الانتظار بالمطار نفسه لاعتبرت حرارة جدة مقارنة بالأسعار برداً وسلاماً. العشرة ريالات معروفة أما خمسة ريالات عن كل شنطة فهذه جديدة! يظهر أنها من أسباب لجوء بعض الركاب إلى الحقائب العملاقة!
قبل سنوات كتبت سلسلة مقالات بعنوان “اضحك مع الخطوط السعودية”، تطرقت لكثير من شجونها، وضحكت مع القراء على أحوالنا، ولم تشاركنا الخطوط البهجة.
في حديث مع موظف في الخطوط قال، وهو يتصبب عرقاً، إن الإدارة السابقة قامت بإلغاء بدل مقابلة الجمهور، فلما سألت عن مقداره وجدته ضئيلاً ولا يكافئ صعوبة التعامل مع الجمهور المستعجل، ومع هذا ألغي! ربما تمت الاستفادة من تلك المبالغ “المرشدة” في إحضار طيارين أجانب، يتدربون فيستفيدون أولاً ثم يفيدون، وهي مناسبة لأن أذكر إدارة الخطوط الجديدة بملف “الكوبونات” الجميل!
موظف آخر من الخطوط أرسل رسالة مطوّلة ساخنة عن أحوال المكتب الرئيسي والوحيد للمبيعات في الرياض، أتذكر أنني كتبت عنه في زمن مضى، في الحقيقة لم يعد هناك حاجة لأن يكتب الكاتب شيئاً جديداً، صَّنْف مقالاتك بحسب التاريخ والمواسم ثم أَعِدْ نشرها، لن يقرأ احد سوى الموجعين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.