مزيد من الأفكار

الإشادة بالأفكار المميزة من أولويات الكاتب في تقديري، خصوصاً تلك التي تتجاوز عُقَد البيروقراطية. تشغيل النساء في أعمال صيانة المدارس أنموج لهذه الأفكار كتبت عنه. وردتني رسالة من الأخ الكريم الأستاذ محمد بن إبراهيم الملحم، مدير تعليم البنات في الإحساء، أنشر جزءاً منها لإحاطة القارئ بجوانب أخرى من هذه التجربة.
“أسعدني ما تكرمت به من إشادة وطنية بمبادرة إدارتنا في توظيف عدد من الموظفات الفنيات في مجال الصيانة، وهي مشاركة فاضلة منك، لا تقل عما قامت به إدارتنا من جهد في هذا السياق، لحاجة مجتمعنا وصناع القرار لدينا إلى التفاعل مع هذا اللون من الاتجاه الإيجابي في توسيع مجالات عمل المرأة، ضمن خصوصيتها وقيمتها الاجتماعية الراقية، التي سَمَتْ بها إليها هويتنا السعودية الأصيلة، هذه القيمة التي تغبطها عليها كل شقيقاتها من الجنس الإنساني”.
“ولأزيدكم بياناً حول هذه الخطوة، أفيدكم أنها بمبادرة ذاتية، تقدم خلالها عدد كبير ممن يدعين القدرة على أعمال الصيانة، وتم عمل اختبارات لهن في حضور محارمهن، بالتعاون مع مركز التدريب المهني في الإحساء، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتم اختيار عدد أقل بكثير ممن ثبت وجود المهارة لديهن، بما يكفي للقيام بأعمال الصيانة الخفيفة أو الأولية في مجالات ثلاثة: السباكة والنجارة والهاتف. وقد شجع هذه الخطوة وباركها محافظ الإحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، كما أبدى الوزير ونائبه لتعليم البنات ترحيبهما بالفكرة واهتمامهما بها، وكلنا أمل بأن تتمكن هذه المجموعة من ريادة العمل الفني واستنبات خبرات جديدة من التدريب على رأس العمل أو أية أساليب أخرى فاعلة”.
“يذكر أن فترة الإجازة الصيفية، إذ المدارس مغلقة، يتعذر قيامهن بزيارات المدارس وحدهن، والتي غالباً تنشط خلالها الفرق الرجالية للصيانة والمؤسسات المتعاقد معها للقيام بأعمال الصيانة بمستوياتها المختلفة، اغتناماً لخلو المدارس طوال اليوم، ولذلك فقد تم تنظيم برامج تدريبية لبناتنا الطالبات الملتحقات بالمراكز الصيفية في مجالات الصيانة، من باب التوعية كأساس من أسس تهيئة ربة المنزل في المستقبل، وتجد برفقه خبراً حول ذلك نشر في جريدة “اليوم”.
“الإدارة العامة لتربية وتعليم البنات في الإحساء هي الإدارة الحاصلة على “جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المميز”، ولديها الكثير من التجارب الجديدة والناجحة، ولعل الرابط الآتي من موقع إدارتنا يضيء شيئاً في هذا الجانب: http://www.age.gov.sa/enjaz/..”
ولإدارة التعليم في الإحساء – مديراً وعاملين على مختلف مستوياتهم – جميل التهنئة بهذه المبادرة الذاتية الناجحة.
 والكاتب على يقين أنه لا يكفي لنجاح الأفكار المميزة إيمان المدير أو القائد الإداري بها، بل لا بد للفريق الإداري كاملاً أن يؤمن أيضاً حتى يتحقق  الهدف، وعندما تستطيع أية قيادة إدارية صنع فريق متكامل من هذا النوع فهو حقيقة نجاحها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.