لا بد أنك تعلم – عزيزي القارئ – أن بلادنا يعمل فيها أكبر المزورين وبعدد كبير. لحظة، أنا لا أبالغ، والدليل على قولي أنهم “اكبر المزورين” عناوين بعض الصحف عندما تتحدث عن “إنجازات” رجال الأمن، فتقول بالبنط العريض: القبض على “أكبر مزور” إلخ.. أما كثرة أعدادهم فاستند فيها إلى كثرة القبض عليهم، حتى يعتقد أنهم يتوالدون هندسياً أو يستنسخون أنفسهم! القبض يتكرر، والأعداد تتزايد، ويظهر أن المشكلة تنحصر في سهولة تزوير الوثائق والأختام. انظر إلى صفحة من صفحات إقامة العامل و “شخابيطها” يمكنك أن تفهم.
أنت أيضاً على علم بأن بلادنا تعبث فيها أكبر العصابات، والدليل.. أيضاً.. عناوين بعض الصحف عندما تتحدث عن “إنجازات” أمنية في القبض على “أكبر” عصابة “متخصصة” في سرقات ما. والحقيقة أنه أصبح لدي مشكلة في من هو الأكبر: الذي قبض عليه في الخبر القديم، أم المقبوض عليه حديثاً؟! ربما يقصد أنه أكبر سناً!! ربما أن “المقاس” يزداد كبراً مع الوقت! أتوقع أن بعض الصحف ستوقف عناوينها أمام طريق مسدود.
لكن ما دخل الخردة؟ هل وثائقنا وأختامنا مثل الخردة يمكن تزويرها ببساطه، بدليل كثرة التزوير؟
لنكمل بحثنا عن بقية الخردة. هل تعلم أن اللصوص صاروا يسرقون “عيون القطط”؟ أقصد بها تلك العيون المثبتة في الطرقات لتفصل بين مسارين، يقتلع اللصوص تلك العيون من دون إحساس ولو بسبب اسمها، لبيعها خردة، ولا بد أنك تعلم بأن سرقة الكابلات من المباني قائمة على “سن وسكين وسيارة وانيت”، وهي تباع في سوق الخردة ، ولا بد أنك تعلم بأن سرقات سيارات من أصحابها انتهى بها الأمر إلى التقطيع للبيع في السوق السوداء، “تشليح” أو خردة. لعل القارئ الكريم يتذكر قصة صاحب “البوكلين”، معدَّة ثقيلة، سرقت بعض العمالة مركبته أو معدته! من أمام استراحته في الرياض، قاموا بتقطيعها خلال ساعات في “إنجاز” حرامي يضرب له ألف حساب، ولم يجد رجال الأمن سوى جزء يسير من المسكينة، هذا الجزء هو الذي أشار إلى هويتها، كل هذا يذهب لسوق الخردة.
تم السماح أخيراً بتصدير الخردة (السكراب)، فمن يستطيع معرفة منشأ هذه الخردة؟ وأين قطع حبلها السري، ومن “عفطه” وعجنه؟ وهل استعدت أجهزة الأمن لقرار مثل هذا وتداعياته المحتملة؟
كنا ننتظر أن يقام الحد على بعض اللصوص علناً بقطع أيديهم كما كان يحدث سابقاً، قبل صدور قرار السماح بتصدير الخردة، ربما يخف الضغط على رجال الأمن ولا يقلق الإنسان على سيارته من احتمال أن تتحول إلى خردة بعد أن اتسع بطن السوق وأصبح برسم التصدير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط