من أجل إنسان الرياض

أصبح الازدحام الشديد من خصوصيات مدينة الرياض. أركز على الشديد. في شهر رمضان المبارك يتجنب الكثير من الناس الخروج بعد صلاة التراويح، إلا لحاجة ماسة… جداً، وربما يؤجلونها لوقت آخر. في صحيفة “الحياة”، نشر الأربعاء خبر يحوي لوماً متبادلاً بين المرور ووزارة النقل، وهو يشير إلى مستوى غير مُرْضٍ من التنسيق في خطط مواجهة الازدحام. وتلميح المرور إلى دور شركات المقاولات التي تعمل في كثير من الطرقات واضح.
 إن كثيراً من هذه الشركات يعمل “حسب المزاج” وقد تكون لها أسبابها، لكني أيضاً أرى شركات تعمل في الأحياء بالصيغة نفسها: يوم عمل، وأسابيع لا ترى فيها أحداً. ولا يعرف حجم الغرامات التي تفرض على المخالف من هذه الشركات، إن كانت تفرض غرامات! إلا أن المتابع يجد في تفاقم الظاهرة ما يعني تدنياً في الرقابة والمحاسبة، ولا يمكن التغاضي عن مستوى الحماية وأضواء التحذير للعابرين. أصبح السائق في السعودية صديقاً “للصبَّات” (الكتل الخرسانية) التي تحفل بها شوارعنا، تقبلها سيارته وجهاً لوجه أو من “الرَّفَارِفْ”، وضحاياها كثر. احد الزملاء الصحافيين وهو بحكم عمله يعرف بعض رجال المرور، تعرض لحادثة أتلفت سيارته، إذ اصطدم بكتلة خرسانية في شارع الضباب في الرياض، وعلى رغم تأكيده أنه لم توضع عليها لوحات تحذير مضاءة بشكل مناسب، والوقت بعد المغرب، إلا أن التقرير وضع الحق عليه 100 في المئة. وعلى رغم صورة يحملها في جواله تؤكد كلامه، إلا أن 100 في المئة وضعت في رقبته… كاملة! أما الشركة المُقاوِلَة فلم يأت لها “طاري”، كأنها غير موجودة. وهو يعلق ساخراً من حرقة الكبد: “لو يأخذون سلكاً من لمبات النخيل المضاءة بمناسبة العيد”.
وفي الأحياء تتحرك الكتل الخرسانية من دون إشارات تحذير. وأنت وحظك، يمكن انه يومك! مطلوب منك أن تقود بحذر وتراقب الجهات الست. أذكِّر الإخوة الكرام بأننا نعيش في عصر الشركات.
يستنتج الأخ الكريم مازن الحماد أن المرور نفسه يحرص على زيادة نسبة الازدحام! فالسائق المتمرس يحاول سلك طرقٍ بديلة لطريق الملك فهد في الرياض، وهو الأكثر ازدحاماً، فيفاجأ بكثرة نقاط التفتيش، كأنهم يقولون: “طريق الملك فهد أحسن لكم”!
ويشير إلى أن المرور في أوروبا يضع إشارات الكترونية تنبه لوجود ازدحام، وتقترح طرقاً بديلة. أوروبا مرة وحدة؟! يا عزيزي على الأقل بنوكنا أفضل من بنوكهم!
أما الأخ الكريم سالم السالم، فينبه المرور إلى إهمال يتعرض له طريق أبوعبيدة ما بين مخرج 16 وطريق علي بن أبي طالب. طريق مهم مثل هذا يشكو ضعف الحال في الإنارة والسفلتة وكثرة استخدام الشاحنات له.
المرور ووزارة النقل والأمانة وهيئة تطوير منطقة الرياض، جميعها مسؤولة عن إيجاد الحلول السريعة والناجعة، من أجل إنسان الرياض.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.