راح فيها الهندي

يلفت انتباهي الأخ الكريم  سليمان المنيف من الدمام إلى خبر نشرته “الحياة”، عن تصادم شاحنتين كشف عن شحنة مفرقعات نارية قادمة إلى الرياض. من أين؟ من المنطقة الشرقية! الشاحنة المشحونة بالمفرقعات يقودها سائق هندي، وكأن الخبر يشير إلى أن السائق هو المسؤول عن الحمولة! “الله يذكرك الشهادة يا سليمان”، قبل سنوات كتبت في جريدة الرياض عن حادثة مشابهه وقعت  غرب الرياض، شاحنة (بالأصح “تريلا”) محملة بالمفرقعات النارية، على فكرة إذا كان الخبر عن الممنوع منها يصبح اسمه “المفرقعات” أما المسموح منها فيسمى “ألعاباً نارية”، وهنا أهنئ سكان الرياض بأكثر من 11 ألف صاروخ أو لعبة نارية ستطلق أيام العيد! ولا أدري ما الفرق بينها وبين الممنوع؟ هل هو في الحجم؟ ربما لأنها تدار بشكل رسمي وتحت أيدي متخصصين، والله تعالى أعلم.
إلا أن ملاحقة باعة الألعاب النارية تثير علامات استفهام موسمية، مثل قصة الشاحنة المقلوبة أعلاه، ولو كانت هذه الشحنة والشاحنة قد أوقفت عند الحدود لقلت أنعم وبارك، ولو كانت تطفو على “لنش” قرب سواحلنا فقبض عليها خفر السواحل قبل أن تضيء الشواطئ، لضربت “تعظيم سلام”. لكنها من الداخل وإلى الداخل! وهو أمر عجيب ومثير للأسئلة، فمن يقف وراءها ويبيع الممنوع؟ أليست ممنوعة وتجري مصادرتها؟ بل لا يعرف ماذا يتم عمله بما صودر؟ مثلاً هل قرأت أن رجال الأمن الذين يصادرون الألعاب النارية قد خرجوا لإتلافها بمحضر رسمي ودعوا مجموعة من المواطنين “للوناسة” بها، أو أعيد تصديرها؟ أنا لم أقرأ شيئاً من هذا القبيل، لعل من سمع أو قرأ يخبرني، ثم لماذا لا يظهر في صورة الحدث إلا سائق هندي ربما يكون بريئاً، لاحظ أن الحديث عن شحنة وشاحنة، شحن الله أيامكم بالخير والمسرات، وشخصياً لا أحب الألعاب النارية، ويمكن لي أن أتجاوز “محبتي من عدمها” إذا كانت تدخل الفرحة في قلوب البعض، لكن أن تلعب بها الشركات ويلاحق الأفراد مسألة فيها نظر وتأمل، فهل تخبرنا الجهات الأمنية عن صاحب الشاحنة والشحنة؟ وهل هناك مستودعات؟ ومنذ متى؟ السؤال الأهم: لماذا تصبح بعض الأشياء ممنوعة عندما تصل إلى أيدي الأفراد؟ ولا يعرف أو يعلن أو يتم التقصي من أين جاءت؟ وكيف وصلت؟ أليس لدينا جمارك وتفتيش؟ تسألني – يا عزيزي – عن المسؤول، أقول لك: الله تعالى أعلم، إنما “الهندي راح فيها” وكأنه “شرخ” تم إشعاله بيد طفل شقي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.