فرحة العيد ليست لها قيمة من دون مشاركة. هي مناسبة عامة، ومثلما أن شهر رمضان المبارك يذكرنا بالفقراء وأحوالهم، وضرورة تتبع أوضاعهم ومساعدتهم، فإن العيد يحضنا على أن يشاركونا الفرحة. أحببت أن أشارككم البهجة، ونحن في أيام عيد الفطر السعيد، برسالة أسعدتني، إذ أرسل لي مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في جدة الأستاذ عمر بن عبدالهادي صالح رسالة يشكرني فيها، مع أن الشكر لله تعالى أولاً ثم له وللعاملين معه على جهودهم لمواساة الفقراء في محافظة الليث ومراكزها. الرسالة كانت مزودة بعدد من الصور للأهالي وهم يتسلمون المساعدات التموينية من الهيئة. والإضافة المهمة أنها احتوت أيضاً على كسوة العيد. وصلت هذه الكسوة لأخوان لنا لست أعلم كم مضى عليهم من السنين لم يلبسوا فيها ثياباً جديدة. وعلمت أن الهيئة ستقوم بجولات لغرض المساعدة والتفقد بعد العيد، بعون الله تعالى. وهذا ما يزيد البهجة. وحتى يتمكن القارئ من استشفاف الوضع، أورد موقفاً يبين الأحوال هناك، وقد علمت به من مصادري الخاصة، إذ وصل إلى مكتب الهيئة بعض المحتاجين من منطقة خليص يطلبون المساعدة، فتم عرض شريط فيديو عليهم، يصوَّر أحوال سكان مراكز الليث، فاعتذروا قائلين “هؤلاء أحق منا!” وكلما توقع العاملون على توزيع المساعدات أنهم وصلوا إلى قاع الفقر، جاء من يقول لهم اذهبوا إلى ذلك المركز، لتروا ما هو قاع القاع، مثل مركز “الأقصر” في الليث. وحتى ترى أن البيروقراطية وبعض الأنظمة التي وضعت للتحسين والتطوير يمكن أن تكون عقبة وسداً منيعاً يحول دون تحقيق الهدف.
خذ هذه القصة: حاول أهالي مركز جدم، في الليث أن ينشئوا جمعية خيرية، فكان شرط وزارة الشؤون الاجتماعية أن يتقدم عدد من المواطنين الجامعيين! ولأن رئيس المركز لا يحمل الشهادة الجامعية أصلاً، ولا يتوافر جامعيون في هذا المركز، فقد انتهى الطلب إلى الحفظ، وبقي “الفقر” على ما هو عليه!
وفي رسالة من الأخ الكريم عبدالوهاب، أشار إلى أنه من بيشة، وتم تعيينه في الليث، وتوقع أن تكون الليث أكثر تطوراً من بيشة. وعندما وصل – وبحسب قوله – اكتشف أن بيشة تعتبر مثل باريس، عند مقارنتها بالليث. واضطر إلى السكن على بعد مئة كيلو متر من مقر عمله لعدم وجود سكن. وأسهب في الإشارة إلى الأحوال الصحية والاجتماعية المتردية جداً هناك.
وأشكر كل من تفاعل وطلب معلومات عن كيفية التبرع. وأطلب من الإخوة في هيئة الإغاثة أن يكثروا من إعلاناتهم حضاً على التبرع، وهم يستحقون الدعم والمساندة. وكل عام والجميع بخير وعدد فقرائنا أقل، وبلاد المسلمين إلى الأفضل بتوفيق المولى عز وجل.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط