طموحات قيادة

حرص القيادة السعودية على اللقاء مع أفراد الشعب هو أمر متجدد، تجاوز الأبواب المفتوحة إلى الجولات الشعبية في كل منطقة. وهي ليست جولات إعلامية لا تحفل إلا بالخطابات، بل تحمل معها مفاتيح التطور والرقي، بذور المشاريع الضخمة وتأسيس المستقبل الأفضل. حينما تحرص القيادة على كل هذا، بكل ما يحمله من جهد ومثابرة وتلمس للواقع وأمل بمستقبل أفضل، هي – في الحقيقة – تقدم أنموذجاً وقدوة لكل شرائح تسلسل الهرم، الذي يدير تحدي التنمية في البلاد. هنيئاً لإخوتنا المواطنين في نجران وعسير وجازان، وقبلهم الأهل في مكة المكرمة والمدينة وحائل، والمنطقة الشرقية، بهذا الحرص القيادي.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعضده الأيمن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يقدمان دروساً في المسؤولية، تتجاوز العمل المكتبي والمراسمي، إلى اللقاء الميداني العفوي، والوقوف الشخصي على ما تم وما سيتم بعون الله تعالى. والهدف هو إنسان هذه الأرض، تطويراً ورقياً وتحقيقاً للطموحات. وما يجب علينا هو استلهام هذه الدروس، بحيث يقتدي التنفيذيون من المسؤولين – كباراً وصغاراً – بهذه المدرسة النجيبة، لبذل جهود أكبر وتحقيق مبادرات وتفاعل حقيقي أفضل، يتجاوز المعوقات التي تواجه كل طموح بنَّاء، هؤلاء المسؤولون الذين نثق بقدراتهم أمام تحدًّ كبير وضخم، تحدي النجاح، ليتمكنوا من  تنفيذ طموحات القيادة السعودية، وهي طموحات كبيرة، ليجدها المواطن حقيقة ملموسة على ارض الواقع… في وقتها، والإمكانات متوافرة وموفرة، والتنفيذيون يبقون عنصراً رئيسياً في تحقيق هذه الطموحات.
وبفضل من المولى – عز وجل – عاشت وتعيش السعودية نعمة الاستقرار. هي شبة جزيرة مستقرة وسط عالم عاصف مزروع بالفتن والمكائد. والاستقرار نعمة عظيمة، مثل الصحة، لا يعرف حقها وقيمتها إلا من فقدها، فله الحمد والشكر أولاً وأخيراً على هذه النعمة، وله الحمد والشكر، أن رزقنا هذه القيادة المعنية بهموم شعبها والساهرة على رقيه وتطوره. دروس القيادة السعودية تقول للجميع إن الوطن هو في كل منطقة منه، وأن لا مناطقية في بلادنا، ولو ذهبت إلى أية محافظة سعودية أو مركز وهجرة ستجد ابن الشمال يعيش ويعمل في الشرق وابن  الجنوب يعمل ويستقر في الغرب، في وحدة واحدة. استلهام دروس القيادة مسؤولية تقع أيضاً على الإعلام وعلى الصحافة، وعلى من يكتبون فيها، والمسؤولية عليهم أضخم وأكبر، فعملهم وما يكتبون حاضر أمام الجميع.