جوازات

من الأخبار المبشرة إعلان الجوازات السعودية عن البدء في تجربة نظام “البصمة”. أتمنى ألا تطول التجربة، وأن نرى نظاماً “قوياً”، وليس “متيناً” مثل الاقتصاد!… نراه في كل منفذ ونقطة أمنية قريباً، ومن خلال ما نشر في بعض الصحف عن المؤتمر الصحافي الذي عقده المدير العام للجوازات، استغربت أن الصحافة لم تطرح الأسئلة الأهم. فحتى لو كان غرض المؤتمر التعريف ببعض الخدمات التقنية التي تعتزم الجوازات طرحها، كان لدي أمل في طرح سؤال كبير، وهو: كيف يهرب من المطارات مخالفون أو مجرمون، وبجوازات مزورة أو غير مزورة؟ هذا السؤال لم أجد له إجابة في ما نشر، وربما هو لم يطرح أصلاً! لعل المهتمين يجدون إجابات شافية عليه. إن تكرار هروب جناة (لصوص أو قتلة) يطرح أسئلة كبيرة. المديرية العامة للجوازات معنية في شكل أساسي بهذا الأمر، وهي قضية ليست مستجدة، بل أصبحت قديمة ومتكررة.
القضية الثانية التي لم أجد لها ذكراً في ما نشر عن المؤتمر، هي الآثار التي لمستها الجوازات من تطبيق نظام تأشيرة العمرة المفتوحة، وسلبياته من الواقع الميداني، وهل إيكال هذا الأمر الحيوي لوزارة الحج كان صواباً أم أنه يكاد يتحول إلى مصيبة؟ أطمع في قراءة رد شاف شفاف من إدارة الجوازات، بعيداً عن المجاملات الرسمية، لأن النتائج، كما هو مفترض، بين أيديها.
أما القضية الثالثة، فهي تصاعد ظاهرة هروب العمالة، وسهولة تشغيلها او عملها، بل إن بعضهم يهرب ليتحول إلى رب عمل، هذه القضية لم تُطرح كما يجب في ذلك المؤتمر، وهي مسؤولية يقع طرحها على الصحافة. إن من واجب الجوازات أن تكشف لنا خفايا تصاعد هروب العمالة، وهل أصبح هذا الأمر في يد عصابات منظمة، والكشف المطلوب غرضه التوعية والتنبيه، والبحث عن الحلول. وهناك قضايا أخرى في غاية الأهمية لم يتم طرحها في المؤتمر الصحافي، وبعون الله أتطرق إ،ليها في وقت لاحق.
“جواز” و “زواج”
المواطن علي السيهاتي هربت زوجته الفيليبينية مع أولادهما إلى بلادها. “الحياة” تابعت القضية، وكان آخر خبر عنها الثلثاء الماضي، والقضية في أصلها أسرية، أي شخصية، لكن من زاوية أخرى، لندقق في بعض ما قاله السيهاتي لـ “الحياة”. ذكر أن زوجته أخبرته أن السفارة الفيليبينية طلبت منها أوراقاً وصوراً، وأن تصبر لفترة حتى تنتهي إجراءات استخراج جوازات جديدة لها ولأبنائها. “المعنى” أن هناك شكوكاً في أن السفارة سهلت خروجها مع أبنائها السعوديين. استناداً إلى ذلك، يحق طرح أسئلة كثيرة على الجوازات والخارجية، أقلها: هل للسفارات دور في تسهيل هروب بعضهم؟ وماذا عملتم لمواجهة ذلك؟ 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.