ابتكار وإبداع وشفافية!

تخيل أن كلية الإدارة الحكومية في جامعة هارفارد – “ما غيرها” – اختارت الهيئة العامة للاستثمار في السعودية لإجراء حالة دراسية عملية تطبق على الهيئة، من خلال أحد برامج الكلية عن الإبداع في العمل الحكومي! الخبر الذي نشرته “الحياة” (الخميس) قال إن البروفيسور ستيفين جولد والدكتور خالد اليحيى، وهو أستاذ في هارفارد وزميل في جامعة أريزونا، سيقومان بتدريس الحالة، وتركز الدراسة على الشفافية والمسؤولية والإبداع والإنجاز في مؤسسة حكومية تتعاون مع القطاع الخاص بأسلوب مبتكر! وتم اختيار الهيئة بصفتها إحدى أبرز الجهات الحكومية المبدعة في عملها، هكذا يقول الخبر! أما الابتكار الرئيسي للهيئة فيتمثل في تأسيسها لشبكة من علاقات الشراكة بين القطاع العام والخاص… وأسفرت تلك العلاقة والثقة المتبادلة عن نجاح الهيئة في إطلاق أربعة مشاريع عملاقة. انتهى ما اقتطفته من الخبر.
ويلاحظ أن دراسة الحالة التي يُعتزم إجراؤها وصلت إلى النتائج مسبقاً، اللهم إلا إذا كان الخبر تمت صياغته في مكاتب هيئة الاستثمار! أما مسألة الإبداع والانجاز والشفافية، فإن المتابع يعلم أن المدن الاقتصادية التي أطلقت لم يعلن عنها إلا بعد تأسيسها، ولم تطرح لا في مناقصة ولا مزايدة! فأين الشفافية من ذلك ومعها الإبداع والمسؤولية؟ الغريب أنها “هارفارد”، فإذا صدق الخبر وحيثياته فربما تنضم إلى “بعض” الجامعات “اللي بالي بالك”.

شريحة مريحة
نبدأ من القاع، من حيث تورط الآخرون، القول بأننا نبدأ من حيث انتهى الآخرون صحيح وغير صحيح! الصحة في تلك العبارة شكلية، أما المضمون فهو أننا نمارس ونمر بالأخطاء نفسها التي تعرض لها الآخرون مع بعض الزيادة الخصوصية. لا أستطيع القول إن بعضهم يستفيد من أخطاء الآخرين هناك في الخارج، فيتغاضى عنها هنا في الداخل، لأنني لا أملك الأدلة، بل ان نفسي لا ترضى بمجرد الظن. ربما تكون الاتكالية هي السبب. أضف إليها عدم وضوح الرؤية والتخطيط، والبعد من المساءلة. لكنها قصتنا المكررة، في شؤون عدة من السوق المالية إلى شرائح الهاتف المسبقة الدفع. أقولها وأنا في غاية الأسف. هل كنا في حاجة إلى أن نعتبر الجهود المعلوماتية لإصلاح أوضاع 13 شريحة جوال مسبقة الدفع إنجازاً؟! فلماذا لم يتم هذا منذ البداية؟ أم أنه “فرض عين” علينا أن نمر بمشكلات “سوا” وأخواتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية؟!

لا نستقبل الكبار!
وضعت إدارة مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض ملصقاً يحمل هذه العبارة في قسم الإسعاف والطوارئ: “يعتذر قسم الإسعاف والطوارئ عن استقبال حالات الكبار لعدم توافر أَسِرّة في المستشفى”! أقترح على إدارة المستشفى أن تحدد من تقصد بـ “الكبار”؟ هذا أولاً، وإذا كانت تقصد كبار السن، فهل هذا جزاؤهم… “الجامعي”؟ وإلى أين يذهبون… إلى “العود” أم “النسيم”؟!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.