هل السعودي ساذج؟

عندما تقوم فتاة بحرينية بعملية نصب توقع 400 شاب سعودي، فهذا مدعاة لسؤال “يسدح” نفسه بالعرض في أهم طريق عام يقول: هل السعودي إنسان ساذج؟ أصل السؤال ملاحظة من القارئ الكريم خالد السويركي، فهو تساءل بعد هذه الحادثة قائلاً: هل حجز السعوديون مقعد الأكثر سذاجة في موسوعة “غينيس”؟
أُبشَّر القارئ الكريم أن لدينا من النصابين – ولله الحمد والشكر – عدداً لا بأس به. وهم يقومون بجهود حثيثة توقع بمواطنيهم وبغيرهم. بعضهم يعمل بشكل نظامي، بل ربما يظهر إعلامياً فاعلَ خير! لعلنا نتذكر، توظيف الأموال وسرقة البنوك والحسابات، وكذا حوادث النصب على العمالة وبيع التأشيرات، وغيرها  مما يدخل في قولهم: “فهمك كفاية”. ولو بحثت عن تلك البحرينية لربما أقول “ربما” وجدت ثوباً سعودياً وراءها، سهَّل أو أسهم، أو على أقل تقدير أغمض عينيه!
وللعلم هناك صورة عامة عن السعودي، أنه يميل إلى الطيبة، وهذه الصفة تطلق “ديبلوماسياً” على السذج أيضاً، وهي صفة التقطتها مرات عدة، من غير سعوديين يعيشون بيننا. والمؤمن مطالب بإحسان النية، ومن صفاته أيضاً أنه “كَيَّسٌ فَطِنٌ”، وليس “كِيس قُطْن”! ويُنسب إلى أحد الخلفاء، أعتقد بأنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قول بليغ وعميق: “لستُ بالخبّ ولا الخبّ يخدعُني”.
لكني أرى الموضوع حسابياً، إذا كانت فتاة بحرينية واحدة استطاعت “تخييش” 400 شاب سعودي، ووضعتهم في جيبها “رايحين جايين”، بين الفنادق، و “هبشت” أموالهم وأعطتهم ظهرها، إذا علمت ذلك، ونسبة وتناسب، يمكن تقدير عدد الفتيات المطلوبات للنصب على جميع “الممكن” من الرجال السعوديين، ثم أن هناك نصباً آخر، ألاَ وهو النصب العاطفي، وقد يكون متداخلاً في تلك القصة! والسؤال أليس لهذه المرأة اسم وصورة لتنشر؟ أين المغرمون من الضحايا بجوال الكاميرا؟ ولماذا لم يبلّغوا الشرطة؟
يمكن القول إنهم “يستاهلون”، مع ما فيه من القسوة، النصاب دائماً يدخل إلى المنصوب عليه من مطمعه، لذلك وجدنا من بعض الضحايا تقديراً لصفات النصابة وقدراتها الإقناعية! هذا جانب، أما الآخر فهو أن المواطن السعودي مجهز للنصب! لقد تم تهيئته بامتياز، انظر إليه في كل خدمة يحتاج إليها، الداخل مفقود والخارج مولود، الحصول على الحق ليس سهلاً في مجتمعنا، لا بد من أساليب ومناورات، وتضييق الفرص يوفر المزيد من الضحايا للمسلخ، ثم أن هناك أسئلة جوهرية تتعلق بتلك الفنادق التي تمكَّن نصابين من الحضور والإدعاء بأنهم يمثلون الجهة الفلانية، أليست الفنادق قادرة على التأكد؟ أم أن الأهمية لا تتعدى الدفع مقدماً؟ ذكرت مراراً أن السعودية “جنة المحامين” الشطار. أما موسوعة “غينيس”، فأعتقد أن مقعداً واحداً لا يكفي، لدينا مقاعد كثيرة ولو لم تعلن، وعلى قولتهم: “خليني ساكت”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.