الحرب على الرشوة

رسالة حزينة من قارئ كريم – أفضل عدم ذكر اسمه حتى لا ينكشف المستور – سبب الحزن الذي تشبعت به الحروف اكتشافه زميلاً له في الشركة الكبيرة يرتشي، وهو كما قال لم يصدق في بادئ الأمر الإشاعات والأقاويل التي انتشرت في دهاليز الشركة، عدم التصديق سببه ما يظهره ذلك الزميل من مظهر مغاير، فله حضور لافت وشخصيته يضرب بها المثل في الاستقامة والوقار، والناس ليس لهم إلا الظاهر، وعندما تقصّى صاحبنا وتحقق تكشفت له الأمور، وثبت لديه أن ما يقال حقيقة واقعة، صدمة كبيرة، الصورة النظيفة ظهر أنها قذرة، وما يعلن غير ما يبطن.
للرشوة ألف أسلوب وطريقة، أسلوبها فاقع اللون هو النقود “الكاش”، أو كما يقولون “تبي حقك ناشف”، يمكن أيضاً تحويلها إلى تذاكر سفر وتكلفة أيام مدفوعة في منتجع رائع على أحد الشواطئ، ربما سيارة فخمة أو توظيف احد الأقارب في مقابل تلك الخدمة أو الخدمات، تمرير أو توقيع، الأشكال والأساليب شتى، والقبول واحد.
حتى الآن لم نقم بما يجب علينا لمكافحة الرشوة، لا في التوعية ولا في العقوبات، وكأننا لا نعلم أخطارها، ربما أننا لا نصدق أنها متفشية. وحتى لا تتحول صدمة القارئ الكريم في زميله المتهم بالرشوة إلى صدمة مجتمع في نفسه، أصبحت من الضرورة مواجهة هذه السوسة النخرة بما تستحقه.

تلوث الرياض النظيفة
مع بداية هطول الأمطار ازدادت أمراض الجهاز التنفسي، وحالات الربو الحاد، مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية في الرياض استقبل في يوم واحد أكثر من تسعمئة حالة، واستهلك عشرات أنابيب الأوكسجين، أثناء تلك الأيام كنت في مستوصف خاص صغير، قالت لي الطبيبة إن أكثر من 75 في المئة من الحالات التي نستقبلها هي حالات ضيق في التنفس، بين أطفال وكبار، رجال ونساء، مواطنين وغير مواطنين، ألا يستدعي هذا بحث حقائق تلوث سماء مدينة الرياض، ومعرفة الأسباب والتخفيف منها قدر المستطاع؟ معلوم أن عوادم السيارات والمصانع والكسارات هي من الملوثات الرئيسية، إضافة إلى العواصف الغبارية.
البحث عن حلول هو الواجب على الجهات المعنية، وحتى لا يحصل مثلما حدث في الاختناق المروري في الرياض، فيصبح هناك اختناق تنفس أيضاً، هذه القضية الحيوية معنية بها وزارة الصحة بالشراكة مع أمانة العاصمة والهيئة العليا لتطوير الرياض.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.