وباء السرقات

أقترح مسحاً جوياً “أمنياً” لبعض الأحياء، لنأخذ العاصمة الرياض مثلاً، هناك أحياء تكرر اكتشاف مواقع للجريمة فيها، خصوصاً تلك الأحياء المتناثرة حول العاصمة، مستودعات وورش واستراحات اكتُشف أنها مخازن للمسروقات وإعادة علاجها لتصريفها، في خبر صحافي قالت شرطة الرياض إنها قبضت على عصابة خطرة يقودها باكستاني وبمعاونة سوداني وبنغاليين وسعوديين، عند القبض على هذه العصابة اكتشف بحوزتها 33 سيارة من الموديلات الحديثة، يتم تفكيكها ثم بيعها، مقر عمل العصابة في حي الفيصلية، ومن ضمن ما قاله أفراد العصابة انهم يمارسون هذا “العمل” منذ فترة طويلة، الفترة الطويلة وردت أيضاً في أكثر من واقعة، وكأن اللص يقول “خير إن شاء الله وش الطارئ”! القدرة على الاستمرار لفترة طويلة في سرقة سيارات وتفكيكها ثم بيعها أو غيرها من الجرائم تحتاج إلى وقفة وتأمل من ومع الجهات الأمنية، عندما يقبض على عصابة لديها 33 سيارة مسروقة بموديلات منتقاة، يمكن القول انهم عملوا لفترة طويلة براحة وأمان، فكيف تأتّى لهم ذلك؟ لا بد من وجود حلقات مفقودة وخلل يجب الكشف عنه.
بالنسبة لأصحاب الـ33 سيارة غير المفككة سيسترجعون سياراتهم، لكن ماذا عن كل ما سرق خلال الفترة الطويلة؟ نقرأ عن القبض على عصابات ومجرمين لكن لا نقرأ عن تعويض المتضررين؟ لنفترض انه تم سجن اللصوص، فماذا استفاد المسروق؟ وربما يسفّرون على حساب الدولة! وهم  من أصحاب الملايين! تلك الأموال الطائلة المسروقة على شكل سيارات او غيرها كيف تمكن استعادتها؟
وقبل أسابيع تمكنت الشرطة من القبض على عصابة متخصصة في سرقة ثلاث جهات، هي إدارة المرور، الاتصالات، شركة الكهرباء، عدد أفراد العصابة 40 لصاً، وقيمة ما عثر عليه بحوزتهم تقدر بعشرة ملايين من “عيون القطط، الأسلاك والكوابل والألياف البصرية”، ولا يمكن تقدير ما سرق خلال الفترة الطويلة، سبق لي أن طالبت أمانة مدينة الرياض بملاحقة شركتي “الاتصالات والكهرباء” لأنهما يتركان كثيراً من غرفهما ومجمعات الأسلاك مشرعة الأبواب، كنت انظر للقضية من ناحية السلامة، ها نحن أمام سرقات وإتلاف وتأخير مشاريع واستنزاف لموارد الوطن.
أصبح كل شيء يسرق، والمتحدث الرسمي لشرطة الرياض ينصح بعدم ترك السيارة والمفتاح بداخلها، بوضع مثل هذا اقترح الحرص على إقفال السيارة وأنت بداخلها للحراسة، أو نطلب من الأصدقاء منتجي السيارات تصنيع سيارة يمكن “تصفيطها”، أي طيها، لوضعها في الجيب مع الحذر من النشالين.
أشكر رجال الدوريات الأمنية، وأتمنى أن تدرس الشرطة اقتراح المسح الأمني جواً، وأعلم انه لا تتوافر لديها طائرات، لكنني اعلم أن جهات عدة في منظومة الدولة تمتلكها وهي حريصة على الأمن مثل حرص الشرطة، نحن بحاجة لانتفاضة أمنية ضد المجرمين واللصوص.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.