في مقابل حملات حج الخمس نجوم المترفة، هناك حملات للفقراء، منها ما تخصص في “الخادمات”، وفيها ما لا يسر من استغلال بشع، ليس فيه من الأمانة شيء يذكر. وعلى رغم أن الكلفة تتجاوز الألفي ريال للحاجة الواحدة، إلا أنها تنام من غير فراش أو غطاء، أما الوجبة الرئيسية فهي علبة شعيرية “اندومي” مع ماء ساخن، لا تسأل عن درجة حرارته! ولا يتوقع أن تفعل وزارة الحج شيئاً يذكر، مع أن تجربة مؤسسات الحج الجماعي مرت عليها سنوات، إلا أن الأوضاع تتكرر من سوء الخدمة وضعف الرقابة والعقاب، ويسأل كل فرد ما فائدة المتضررين من الغرامات إذا كانت تذهب إلى الجهة الرسمية؟ ماذا استفاد المتضرر؟ فلا تعويض ولا شطب نهائي للحملات من النشاط، وتذهب كل جهود الدولة الضخمة سدى. وموسم حج هذا العام نجح أمنياً بامتياز، وتم توفير سبل السلامة للحجاج والكل يشكر ويثني، خصوصاً أن عنق الزجاجة، أي رمي الجمرات، تم تحسين قدرته الاستيعابية، إلا أن هناك أموراً أخرى تلقي بظلالها على مواسم الحج، وتزعج حجاج الداخل والخارج، أحدها عدم التزام بعض حملات الحج بما أعلنته من ميزات وتسهيلات، فكانت ثغرات مكّنت ضعاف النفوس من استغلال بشع للغافلين، والسؤال يقول ما نصيب القائمين على هذه الحملات من الدين… والتدين؟ وهل أرباحهم حلال عليهم؟ ولماذا لا تقوم المؤسسات الدينية بالردع والزجر من خلال الفتاوى والوعظ؟ أما العجز الواضح فتشكو منه وزارة الحج، فهي تتعامل مع موسم لا تتجاوز فترته أياماً معدودات، وتستعد له سنة كاملة ولم تستطع حتى الآن ضبطه كما يجب، ولم تتمكن من الضرب بيد القانون على من يستغله. وحتى لا نصاب بالعمى الموقت بسبب نشوة الفرح بنجاح موسم الحج، يجب أن نتدارك العوائق المتكررة، وأهمها الافتراش، فهو ما زال على حاله عائقاً للحاج وجهات تخدمه، من الواجب البحث عن مصادره وأسبابه والبدء في إيجاد حلول ناجعة للقضاء عليه. الافتراش خطر يهدد سلامة الحجيج بسبب بعض منهم، سواء أكانوا من حجاج الداخل ام الخارج. وانتهاء موسم الحج يحتم على الجهات الأمنية، القيام بحملات منظمة ومكثفة ومبكرة، لملاحقة المتخلفين عن العودة، لا يعقل أن تستمر منطقة مكة المكرمة في القيام بدور “الحاضنة” فتعاني البلاد طوال عام أو أعوام، كما لا بد من محاسبة أمانة مكة المكرمة وبلدياتها على تكرار الأخطاء سنوياً من مواقع السكن غير المناسبة إلى تهريب الأضاحي. وفي صورة طريفة نشرتها إحدى الصحف، ظهر بعض المتسللين من الحج، وهم يرتدون ملابس نسائية “عباءة وغطاء للرأس” وعند الكشف ظهرت اللحى والشوارب. من جانب آخر، يلاحظ تراجع مستوى الخدمات في بقية المدن بعيداً عن المشاعر، ولأن لموسم الحج موازناته ورجاله فإنه ليس عذراً لتراجع الخدمات في بقية أنحاء البلاد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط