قطع اليد

كيف استطاع إيجاد مواقف لها؟! طرحت هذا السؤال، عندما قرأت خبراً يقول إن الشرطة قبضت على لص استطاع سرقة أكثر من عشرين سيارة، الشوارع تشكو من ندرة مواقف السيارات فلابد أن لدى اللص ابتكاراً! ولم يتم تحديد المدة الزمنية التي تمكن فيها من تحقيق هذا الإنجاز، ربما يمكنه هذا من الحصول على مقعد “كهربائي” في “مسرح” غينيس للأرقام القياسية، ومن متابعة للشأن الأمني أتوقع أن هناك من حقق رقماً أكبر من ذاك اللص لكنه لا يحب الأضواء! قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، سألت عاملاً في ورشة صغيرة لإصلاح زجاج السيارات وسط مدينة الرياض، كم سيارة تتعامل معها يومياً، أجاب ما بين خمس وسبع سيارات، جميعها ضحية للسرقات البسيطة، والبساطة هنا تعني كسر الزجاج وسرقة ما يوجد داخل السيارة، وهي حالات أهون من سرقة السيارة نفسها، وهذه الأخيرة أهون من سرقة السيارة وفيها احد أطفالك، والأخيرة أيضاً أهون من سرقة السيارة وهي محملة بزوجتك وأطفالك، وكل هذا يهون بالمقارنة مع سرقة السيارة وبداخلها الزوجة والأطفال و “الراتب” ومعهم صاحبة العصمة السيدة الخادمة! التهوين والتخفيف وإلقاء اللوم على وعي المجتمع، أسلوب أدى إلى استفحال الظاهرة، أعود إلى عامل الورشة حيث أوضح أن السيارات المستهدفة نسبياً هي من أنواع “فورد كراون فيكتوريا”، “تويوتا كامري ولاند كروزر”، إما لسهولة سرقتها او لكون قطع غيارها باهظة الثمن، هذا لا يعني أن السيارات الأخرى بمنأى عن الخطر، ومع ذلك هل تظن عزيزي القارئ انه تم الاجتماع مع وكلاء هذه السيارات لبحث المسألة وتلافي القصور في سلعهم؟ واستبشرت خيراً بعنوان عريض نشر في الصفحة الأولى من صحيفة محلية، قال: “الجهات الأمنية تتجه لكشف لغز العصابات المتخصصة في سرقة السيارات”، ولأنني على نيتي اتجهت لقراءة الخبر فلم أجد “اتجاهاً” لفك اللغز ولا لغزاً من أصله يستعصي حله، بل أنه لم تنطق بذلك الخبر أية جهة أمنية، فقلت لكل كبوة صحيفة، إلا أنها عادت ونشرت التقرير نفسه بعد أيام! والجمهور يطالب بوضع حد لهذا الوباء، ومطلبه الأساسي قطع أيادي اللصوص وإيقافهم عند حدهم. ولأن حث الجهات الأمنية والقضائية حفلت به مقالات عدة مما اكتب، وبحثاً عن تخفيف للظاهرة خصوصاً أنه لا يوجد تعويض يحصل عليه المتضرر، سواء قبض على اللص أم لم يقبض عليه، و “البقا براسك”، لكل هذا سأضع بعض النصائح محاولة لتخفيف احتمالات تعرض سيارتك للسرقة… غداً بعون الله تعالى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.