صاحبة الناقة

قارئة كريمة بعثت رسالة عتاب، تعليقاً على مقال “في شرب الحليب”، أختصرها لكم في سؤالها القائل: كيف يهتم الموقع أدناه بالنوق ولا يهتم بأوضاع بعض النساء السعوديات؟ ولا أريد الوقوع في الفخ، على رغم أن المقارنة مغرية للكاتب، بل تجره جراً لنثر الحروف. فهي تفتح باب ما جاء في “حش النساء”، وهو باب واسع فيه إغراء للرجال، بل انظر للرسالة مع ما احتوته من “حش” في الموقع أدناه على أنها “شطارة” من صاحبتها في عرض قضيتها، وهي قضية يعلن في الصحف من خلال تصريحات المسؤولين عن حلها، وعندما يراجع أصحاب الشأن يجدون أن العراقيل ما زالت على حالها. إنها قضية السعوديات المتزوجات من غير سعوديين والتعامل من جهات رسمية، تعليمية وصحية وغيرها مع أبنائهم، هي ليست الرسالة الوحيدة في هذا الشأن، سبقتها رسائل عدة، بعضها من طلبة وطالبات من أمهات سعوديات ترفض الجامعات قبولهم بحجة أنهم لا يحملون الجنسية. سبق أن عرضت طرفاً منها، وهو أمر محير، فإذا كان المسؤول يصرح بمعاملتهم مثل المواطنين، فمتي يصبح هذا محل التطبيق؟ ألم يصل إنفاذ النظام للأقسام الدنيا في تلك المصالح الحكومية؟! ولا بد من استدراك، الواقع الخدمي في السعودية يعاني اختناقات وتشبعاً، وفائضاً في الطلب مقابل نقص في المتوفر، والخدمات الصحية والتعليمية بجميع مراحلها طافية على هذا السطح، الفرق يا سادة هو في التبرير، مثلاً عندما يصل مريض يحمل الجنسية إلى المستشفى يقال له “لا يوجد سرير”، أما إذا كان لا يحملها فيعتذر له بعدم أحقيته، والنتيجة واحدة. المعنى أنكم “مواطنون” على الأقل في عدم الحصول على الخدمة والفرصة! وهو عذر غير مقبول، ولو استند إليه الموظف الرسمي، إذا كان أبناء المواطنة السعودية من أب غير سعودي يعاملون معاملة المواطنين فيجب أن يكون ذلك واضحاً للعيان، فلا يعلن من فوق بنعم وتكون الإجابة في أسفل السلم الهرمي بلا.
ورسالة سابقة في الشأن نفسه لمواطنة متزوجة من غير سعودي لديها مصلحة تجارية، وابنها صار شاباً، إلا أنها لا تستطيع الاعتماد عليه للأسباب نفسها. عاملوهم مثل المواطنين حتى ولو “اختنقوا” معهم!
في الجانب الآخر يعاني غير السعوديين المتزوجين من سعوديات الأمرّين عندما يراجعون في شؤون عائلاتهم، إما بسبب سوء فهم للأنظمة أو محبة للبيروقراطية، أو “شيء في النفس”! وفي قضية لها صلة بالأمر، هناك الآلاف من الإخوة المقيمين بصورة شرعية في السعودية منذ عشرات السنين، أبناؤهم لا يعرفون بلداً غير هذا البلد، ولا ينتمون لغيره، فلماذا لا تُصْلَح أوضاعهم بدلاً من تركهم مثل المعلَّقات؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.